أعياد الطوائف السورية .. كيف يحتفل السوريون بأعيادهم الدينية؟
المشاوي للقوزلة والمحلّاية لعيد المولد .. طقوس احتفال الطوائف السورية بأعيادها
لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مباشراً في انفتاح المجتمعات على بعضها، وساهمت في “سوريا” بالتعريف عن الطوائف المختلفة للسوريين من خلال احتفالاتهم بأعيادهم الدينية.
سناك سوري _ دمشق
البلد الغني بتنوعه الطائفي كان إلى حد بعيد قبل زمن السوشال ميديا يعيش على وقع طوائف يجهل بعضها بعضاً. من ناحية التفاصيل الدينية والطقوس الاحتفالية باستثناء المناطق التي عاشت اختلاطاً طائفياً مباشراً.
عيد الغدير
يحيي أبناء الطائفة الشيعية والعلويون طقوس عيد “الغدير” في الثامن عشر من ذي الحجة كل عام. وهو عيد يرتبط بذكرى حديث نبوي نقل عنه أثناء عودته من حجة الوداع ومروره بمنطقة بين “مكة” و”المدينة” يدعى “غدير خم” حيث أخذ بيد الإمام “علي بن أبي طالب” وقال «من كنت مولاه فهذا وليّه. اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه».
ويستشهد أصحاب المذهب الشيعي بهذا الحديث للدلالة على وصية النبي للإمام “علي” بالخلافة. ويحتفون بهذه الذكرى عن طريق الصلاة والصوم.
عيد الإمامة
يحتفل السوريون من أبناء الطائفة “الإسماعيلية” في 11 تموز من كل عام بعيد الإمامة. وهو ذكرى تولي “كريم آغاخان” عام 1957 إمامة الطائفة وهو في العشرين من عمره خلفاً لجده “محمد شاه آغا خان”.
وفي هذا العيد يقوم أبناء الطائفة الذين تقطن غالبيتهم في “سلمية” و”مصياف” و”طرطوس” و”نهر الخوابي” بالاحتفال عبر زيارة المسجد والصلاة وأداء أناشيد دينية.
أحد الشعانين
يحتفل مسيحيو “سوريا” إلى جانب أعياد الفصح بـ”أحد الشعانين” أو “عيد الشعنينة” كما هو معروف باللهجة المحكية.
ولا يوجد تاريخ محدد للعيد إذ إنه يختلف بين عام وآخر. لكنه يعرف بأنه يوم الأحد السابع من الصوم الكبير. والأخير قبل عيد الفصح. وهو ذكرى دخول “يسوع المسيح” إلى “القدس” واستقبال الناس له بسعف النخيل.
ويصطحب السوريون من أبناء الطوائف المسيحية أطفالهم إلى الكنيسة مرتدين ثياب العيد. لإقامة طقوس تشبه مشهد دخول “يسوع” إلى “القدس” كما جاء في الإنجيل.
عيد القوزلة
لا يرتبط عيد “القوزلة” بطائفة دينية محددة بقدر ارتباطه بمنطقة الساحل السوري. حيث تتركز الاحتفالات فيه بمحافظتي “اللاذقية” و”طرطوس”.
و”القوزلة” هو عيد رأس السنة الشرقية الذي يصادف 13 كانون الثاني. وتقوم الاحتفالات فيه على إشعال النار في المساء تمهيداً لشوي اللحوم. وبعد تناول الطعام يذهب المحتفلون لزيارة الأماكن المقدسة.
عيد النوروز
يحيي السوريون الكرد كل عام في 21 آذار عيد “النوروز” في مناطق انتشارهم. لا سيما في الجزيرة السورية و”حلب” وريفها وبعض أحياء “دمشق”.
العيد يرتبط بيوم “الاعتدال الربيعي” وبداية موسم جديد من عطاء الطبيعة. ويقوم المحتفلون به بإشعال النيران في تقليد يرتبط بحكاية “كاوا الحدّاد” الذي انتصر على الملك الطاغية “أزدهاك” وأعلن النصر بإشعاله النار.
ويرتدي المحتفلون الزي الكردي التقليدي المعروف بألوانه الزاهية. ويعقدون حلقات الدبكة على وقع الأغاني الكردية التقليدية.
عيد المولد النبوي
يحتفل المسلمون لا سيما أبناء الطائفة السنية منهم في 12 ربيع الأول هجرياً كل عام. بعيد المولد النبوي وهو ذكرى ولادة الرسول “محمد”.
وتتميز احتفالات السوريين في “دمشق” بتوزيع “الملبّس” وتصنع ربّات المنازل “المحلّاية”. أما في “حلب” فجرت العادة على شراء نوع من المعجنات في هذه المناسبة يدعى “البريوش” لتوزيعه على الناس احتفالاً بالمناسبة. التي يقام خلالها طقوس دينية بعد صلاة المغرب من قراءة للقرآن وتلاوة أجزاء من السيرة النبوية. ثم إطلاق الأناشيد الدينية والمدائح النبوية وفي بعض المساجد تشارك فرق “المولوية” في الاحتفال.
عيد الفرح بالله
يخصّ عيد “الفرح بالله” الطائفة المرشدية في “سوريا”. ويحل في 25 آب من كل عام وهو ذكرى إطلاق الدعوة على يد “مجيب سلمان المرشد” عام 1951.
ويحرص المحتفلون بالعيد على ارتداء الثياب الجديدة وتوضع في المنزل طاولة تضم أصناف الحلويات. وتبدأ المباركات بالعيد بعد الصلاة وتقام سهرات في مكان يسمى “الساحة” تتجمع فيه العائلات.
ويعبّر العيد عن فرح الإنسان وشكره لله على وجوده على صورته الحالية. فيما تعزف الموسيقا على وقع أناشيد دينية يرقص المحتفلون على أنغامها.