الرئيسيةسناك ساخن

أطفال سوريون جائعون ومرضى يدفعون ثمناً باهظاً لا يعرفون سببه

من إدلب إلى حلب مروراً بحمص واللاذقية.. وجع يتقاسمه أطفال بالتساوي

يحاصرنا الوجع في هذه البلاد، من الجهات الأربع وما بينها، ويمتد متوغلاً في طول بلادنا وعرضها، فها هي طفلة صغيرة تعيش في مخيمات “إدلب” تخرج لتخبرنا كيف أنها بردت وجاعت بعد وفاة والدها. بينما تنهمر دمعة على خد طفلة أخرى بجانبها ربما تكون شقيقتها.

سناك سوري-خاص

“إنت بتخلي ولادك يناموا جوعانين وبردانين يا عمو”، تقول الطفلة للمذيع الذي يحاورها وسط البرد والعوز، ولا حلم لها سوى عدة قطع من الحطب تدفّأ عليها قبل النوم وقليل من الطعام يسد رمقها.

على مقربة منها كان الطفل “رشمال رشو” ذو الـ5 أعوام النازح من “عفرين”، يحصل على رذاذ الأوكسجين من جهاز موصول بمولدة بمنتصف الشارع. لأنه لا كهرباء ولا محروقات تعينه على قضاء أيام مرضه بهدوء داخل منزل دافئ. إذ تخبرنا حالة هذا الطفل أن وجود الأب غير كافٍ ليحل الدفء والشبع كما تتوهم تلك الصغيرة في مخيمات “إدلب”.

ولا يختلف الحال في “اللاذقية“، حيث نام طفل صغير مفترشاً الشارع، متوسداً ظهر كلب، احتضنا بعضهما وناما بعيداً عن صخب الحياة. التي يقول قانونها إن لكل طفل الحق بعيش حياة كريمة.

طفل بالقرب من حاوية قمامة في حمص بالتزامن مع اليوم الأول للمدرسة-سناك سوري

وحتى في “حمص” التي وكما العديد من المحافظات الأخرى، تشهد أطفالاً يبحثون في القمامة عن طعام أو أي احتياجات أخرى مرمية علّهم يستفيدون من بيعها. ويطلق عليهم اسم نابشو القمامة.

ما ذنب أولئك الأطفال في هذه الحياة التي فرضت عليهم، وما الذي ترجوه بلادهم منهم، ما هي الحال التي سيصبحون عليها في المستقبل، وماذا عن أطفال صغار رضّع يعيشون لحظتهم على أمل الحصول على علبة حليب واحدة تضمن لهم الاستمرار على قيد الحياة.

حال السوريون اليوم وصلت إلى ما يشبه النهاية، أينما وجدوا لا أمل لهم، يبحثون عن المنقذ، بينما هو موجود بداخلهم بالتفافهم الحقيقي خلف بعضهم البعض، دون الخوض في خلافات عقيمة لا تُنتج إلا المزيد من الجوع والقهر والبرد والعري والمرض.

اقرأ أيضاً: كيف للمواطن أن يتفهم هذه الأزمات المتتالية والعجز الحكومي عن حلها؟

زر الذهاب إلى الأعلى