الرئيسيةشباب ومجتمع

أسماء علي.. تجاوزت الظروف المعيشية برغيف خبز

استراحة "خالتي أم باسل" على طريق الزبداني.. أسست طبيبة ومهندسين اثنين

تقف الخمسينية “أسماء مصطفى علي”، لساعات طويلة رفقة زوجها وأبنائها خلف تنور “خالتي أم باسل”. تُعد الفطائر بمختلف أنواعها للعابرين والعابرات على طريق سهل الزبداني.

سناك سوري-هبة الكل

ظروف الحرب وشح فرص العمل، دفعت السيدة للعمل بتراث الأجداد فافتتحت التنور قبل 6 سنوات لصناعة الخبز. ومن الرغيف صاغت مستقبل أبنائها تؤمّن لهم مصاريف الدراسة ومستلزماتها.

تقول “أسماء” لـ”سناك سوري”، إنها تحب العمل بالتنور وإحياء تقاليد الأجداد. كما أن العمل فيه جماعي حيث تقف مع أفراد عائلتها، كلٌّ له مهمته الخاصة.

بدأ العمل في تنور “أسماء” بصناعة رغيف الخبز فقط، ومع عودة الحياة والسياحة إلى المنطقة شيئاً فشيئاً. أضافت السيدة الفطائر بمختلف أنواعها، فكانت المناقيش حاضرة لكل زائري المنطقة تروي جوعهم وشغفهم بتناول منقوشة ساخنة.

رائحة تجذب العابرين

تجذب روائح تنور “خالتي أم باسل” مرتادي المنطقة، الذين يفضّل كثر منهم أخذ استراحة وتناول فطور من المناقيش الساخنة قبل إكمال الرحلة. تقول السيدة الشهيرة بلقب “أم باسل”: «أحضّر كل أنواع المؤونة وأبيعها في استراحة التنور. مثل الكشك البلدي، المكدوس، الشنكليش، المربيات وغيرها».

وعن سبب اختيارها لاسم الاستراحة “خالتي أم باسل” تخبرنا، أنه جاء كون معظم الذين يزورونها ينادونها “خالتي أم باسل”. رغم أن الاسم الأساسي كان “استراحة التنور”.

المنافسة واحدة من التحديات

رهنت “أم باسل” نفسها للعمل على مدى 14 ساعة يومياً، وهي أول امرأة تفتتح استراحة لبيع المناقيش في المنطقة. في البداية كان العمل سهلاً لعدم وجود منافسة، لكن الأمر اختلف اليوم، حيث تشجعت نساء كثر بالمنطقة لافتتاح مشاريع مشابهة. ما جعل المنافسة واحدة من التحديات التي تواجهها السيدة.

لكن “أم باسل” تؤمن أن كل شيء “رزقة من رب العالمين”، وتلتزم بعملها وجهدها بانتظار مكافأة الزوار الكُثر. كما أنّ المنافسة تخف قليلاً نظراً لطبيعة التعامل اللطيف للسيدة التي تقول إن كثير من الزبائن تأتي إليها بناءً على رغبة أطفالهم، فهي أم تدرك جيداً كيفية التعامل بلين ولطف مع الأطفال الصغار.

طموحها لا يتوقف عند حدود التنور والاستراحة، تقول: «بدي كبّر المشروع وأعمل مطعم كبير يقدم فطور وغذاء ويكون فيه ألعاب للأطفال وكل شي بيتطلب راحة الزبون».

أخيراً “أم باسل”، أم لثلاث شابات وثلاثة شباب، ومن عملها ساعدت ابنتها على التخرج من كلية الطب، وابنيها على التخرج من كلية الهندسة.

زمالة سناك سوري 2024

زر الذهاب إلى الأعلى