أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

وسيم حبيب.. عازف الإيقاع يبيع الفطائر على عربته ويقدمها مجاناً للمحتاجين

وسيم أغلق محله لعلاج زوجته واليوم يعمل صباحا على العربة ومساء كعازف إيقاع

على زاوية أحد الشوارع الرئيسية في مدينة طرطوس، يقف عازف الإيقاع “وسيم حبيب” مع عربته لصنع وبيع الفطائر. مُرحباً بكل زبائنه مع عبارة كبيرة وضعها في مكان مرئي للعامة “إذا ما معك مصاري تفضل كول ورزقي ورزقك على الله”. فبالنسبة له، الفقير يشعر بالفقير.

سناك سوري-تيماء يوسف

يعمل “وسيم” 47 عاماً على عربة الفطائر منذ 15 عاماً وهي مصدر دخله الوحيد الذي يعيل عائلته وأولاده. ومنذ 15 عاماً مايزال الروتين اليومي ذاته، يجهز العجين والحشوات المختلفة في المنزل. ثم يحملها على عربته لبيعها صباحاً.

يقول “وسيم” لـ”سناك سوري”، إنه عاش ظروفاً مادية سيئة جعلته قادراً على الإحساس بمعاناة المحتاجين من مبدأ “ما بيحس بالفقير إلا الفقير متله”. لذا راودته فكرة وضع العبارة الرئيسية على العربة. وما زاد إصراره على وضعها هو رؤيته وإحساسه بالبعض الذين ينظرون إلى عربته بعين الجائع دون أن يقتربوا للشراء.

ينفي الرجل الأربعيني أن تكون عبارته تلك بهدف تسويقي، فهو على مدى 15 عاماً تمكن من بناء الثقة مع زبائنه الذين يقصدونه بشكل خاص. كما أنه معروف في مدينته ولا يحتاج لدعاية. أكثر ما يسعد “وسيم” في مبادرته التي مضى عليها شهر واحد. هو أن الزبائن شاركوه بها.

مقالات ذات صلة

يوضح قائلاً، بأن هناك منافسة بين بعض زبائنه أحياناً لدفع ثمن فطائر طلبها شخص ما وهو لا يمتلك ثمنها. وبالنسبة له فإن هذه الطيبة موجودة لدى جميع أهالي مدينته، لكن ربما البعض لا يجرؤ أو يخجل، ومبادرته ربما تكون شجعت على الأمر.

يخرج “وسيم” من منزله يومياً عند الـ8 صباحاً، وبحلول الساعة الـ2 ظهراً يكون قد أنهى بيع كل ما جهزه من العجين والحشوات المتنوعة. ولا يوجد مصدر دخل ثابت فكل يوم رزقه مختلف عن سابقه كما يقول.

تجهيز الفطائر للزبائن – سناك سوري

بداية العمل

بدأت مهنة “وسيم” بعد تسريحه من الجيش حين دعاه شقيقه الأكبر إلى لبنان للعمل وتعلّم المهنة. التي تعلمها بسرعة وعاد إلى سوريا عام 2001 ليفتتح محل فطائر، لكن إصابة زوجته بمرض السرطان عام 2007، دفعه لإغلاق المحل وعلاجها.

بعد انتهاء رحلة العلاج وتحسن الزوجة، استدان “وسيم” مبلغاً مالياً من صديقه وافتتح عربته عام 2009، ليستمر بالعمل عليها حتى اليوم كما قال لـ”سناك سوري”.

وسيم داخل عربته راض عن الإنتاج – سناك سوري

الصعوبات و التحديات

كأي حرفي آخر يستخدم الغاز في عمله، يواجه “وسيم” تحديات كبيرة في ارتفاع سعره. كذلك من غياب الكهرباء لوقت طويل. والتي يحتاجها لحفظ مستلزمات العمل مثل الجبنة والبندورة والكعك.

ارتفاع أسعار المواد يشكل عائقاً أيضاً، فالجبنة ترتفع باستمرار ومثلها البندورة والطحين، ويحاول أن يحافظ على سعر متوسط يضمن له عدم الخسارة. ولكن من دون مبالغة بالربح أيضاً فهو يبيع الفطيرة الواحدة بين 8 إلى 15 ألف ليرة بحسب نوعها.

بالإضافة لذلك حال “وسيم” كحال العديد من السوريين، منزله بالأجار ولديه ولدين في المرحلة الجامعية “نتالي ويوسف”، لذلك فهو بحاجة عمل أخر يسنده ويكفي عائلته مادياً. فيعمل لمدة ثلاثة أيام عازف إيقاع في أحد مطاعم مدينته.

كل تلك الظروف تدفع “وسيم” للاستمرار بمبادرته ويقول إنه مستمر بها طالما أنه يعمل على العربة، التي تستقبل من لا يمتلك المال تماما كما تستقبل من يمتلكه، على حد تعبيره.

ويعمل الكثير من السوريين اليوم بعدة أعمال للحصول على مورد مالي كافي وسط الظروف المعيشية السيئة حالياً. بينما تنتشر المبادرات التي تدعم التكافل الاجتماعي على بساطتها في العديد من المحافظات السورية، كل حسب استطاعته.

زمالة سناك سوري 2024

زر الذهاب إلى الأعلى