وزارة الثقافة ترد على كاتب شاب: اتصل لاحقاً!
“حسين السنيح” ينتظر نشر كتابه منذ عامين.. و”عبد الله كيوان” ينتظر أن ينشر روايته في “دمشق” وليس “القاهرة”!
سناك سوري – رهان حبيب
«اتصل لاحقاً» هو الجواب الذي يحصل عليه الشاب المحب للبحث العلمي والمعرفة والنشر “حسين السنيح” في كل مرة يتصل فيها بوزارة الثقافة للسؤال عن مصير كتابه “جذور المعرفة” الذي وضعه منذ عامين في الوزارة على أمل أن تنشره تشجيعاً له وللشباب في مثل سنّه.
“السنيح” وهو من مواليد 1996 بدأ الكتابة في عمر العشرين سبق له أن نشر كتابين، ويستعد لنشر الثالث، وأكثر ما يحز في نفسه حسب حديثه مع “سناك سوري” هو عدم نشر كتابه من قلب وزارة الثقافة على الرغم من حصوله على الموافقات اللازمة.
يضيف ابن مدينة “السويداء”: «تناولت في إصداراتي مواضيع فلسفية وعلمية أردت من خلالها الإجابة على أسئلة حول طبيعة الوجود بطريقة علمية موضوعية فالعلم هو أكثر الأدوات موضوعية لدراسة الواقع ومايحتويه»، موضحاً أن إصداراته حملت عناوين مختلفة منها “جذور المعرفة” الذي يتحدث عن المنطق والتفكير العلمي، ومن ثم كان كتاب “العدم الخلاق” الذي يتحدث عن نشأة الكون وتطوره، وهما كتابين صدرا عن دار “ظمأ” للطباعة والنشر ولم يواجه أي صعوبة في النشر.
آخر كتاب هو “الذّرّة البيولوجيّة” الذي سيصدر قريباً عن الدار ذاتها، ويتحدث عن الخلية الحيوانية تحديداً وتكوينها، وما يدور من أسئلة تتعلق بالوجود البشري كالموت ومصدر السلوك الإنساني.
اقرأ أيضاً: شِعار “ربط الجامعة بالمجتمع” حبر على ورق والتحفيز بالكلام والخطابات
معاناة طالب المعهد العالي للفنون المسرحية وطالب العلوم السينمائية وفنونها “عبدالله كيوان” في نشر رواياته تتشابه مع معاناة زميله “السنيح” لكن “كيوان” وجد فرصة النشر في “مصر” لتكون رواية “فضة” مولوده الأول الذي لم يلتقيه بعد كنسخة ورقية حيث تم نشره في دار “لوتس” للنشر والتوزيع في “مصر”، موضحاً أن الرواية عبارة عن قصّة من الخيال عن فتاة تدعى “تيما”، تبحث عن حريتها وحياتها، يتم تسليط الضوء فيها على انفصال الأهل والعتمة التي تحيط بأبنائهم، وهكذا إلى أن تلتقي بشاب يدعى “جبران” يغيّر حياتها ليخرج معها من أرض الواقع نحو الطفولة والبساطة.
يضيف “كيوان” لـ”سناك سوري”: «ماتزال روايتي “الذاكرة” التي وثقت فيها كيف تعرفت على “دمشق” وعالمها في دفتر (لم تنشر رسمياً بعد)، وهي عبارة عن مشاهدات لأحداث في “دمشق”، وفضّلت انتظار فرصة نشرها في الشام لأنها تنتمي إلي تماماً وللمدينة أيضاً، لكن حال دور النشر في “سوريا” صعب جداً، حيث يكون النشر على عاتق الكاتب وهذا يحتاج لمبلغ كبير لاقدرة لي على تأمينه».
يتوجه “كيوان” بالشكر للدكتور “ممدوح حمادة” على إهدائه لوحة الغلاف لرواية “فضّة”، و”هاني النجار” صاحب “دار لوتس” على إيمانه به ونشره وتعامله مع الكلمات بالكلمات على عكس دور النشر في “سوريا”، على حد تعبيره.
لا يستطيع “كيوان” تحديد الفترة الزمنية التي اكتشف بها ملكة الكتابة لديه، لكنه يتذكر أنه كان جيداً في مواضيع التعبير، وأن المعلمة كانت تطلب منه إلقاء المواضيع أمام طلاب المدرسة في الاجتماع الصباحي، وتطورت هذه الملكة من مرحلة الهواية إلى مهنة للمستقبل، موضحاً أنه خضع لورشة تدريبية لكتابة السيناريو نتج عنها سيناريو فاز بترتيب جيد في مسابقة للشباب في “مدريد”، أما عن الكتابة الروائية، فلم تكن في الحسبان ولم تكن غايته أو هدفه، ولكنها كانت طريقاً جديداً لمعرفة الذات.
يحسب للشابان إقبالهما على نقل شغفهما بالمعرفة وولوج معركة النشر في ريعان الشباب، في الوقت الذي يعاني به كتاب كبار السن والخبرة ما يعانون من آهات النشر، ومعاناة لرؤية كتبهم بين يدي القراء الحال الذي يقتضي البحث عن فرص لدعم المغامرين من الكتاب في أي مرحلة عمرية كانت، فهاجس الكتابة فيض معرفي يجدر بالهيئات المختصة تهيئة طريق وصوله للقراء دون تحميل صاحب الفكر عبء الكتابة فكرياً وعبء النشر مادياً.
اقرأ أيضاً: “جورج مراش”.. سوري حصل على جائزة القيادات الشبابية العالمية