أخر الأخبارالرئيسيةحكي شارع

هروب مئات الأطباء من حلب يخلف أزمة طبية حادة في المشافي

المستشفيات تعمل بربع طاقاتها ومرضى يبحثون عن الإسعاف

هرب مئات الأطباء من محافظة حلب عقب سيطرة جبهة النصرة عليها ما خلف أزمة طبية حادة في مستشفيات المدينة التي خرج بعضها عن الخدمة.

سناك سوري – حلب

سجلت محافظة حلب خلال اليومين الماضيين هروب حوالي 218 طبيباً من العاملين في مستشفيات حلب وفق مصدر طبي في المحافظة تحدث لـ سناك سوري.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ سناك سوري أن معظم الأطباء المقيمين غادروا مستشفيات حلب ومن بقي منهم لم يلتحق بعمله. في ظل تخوف أمني كبير وانتشار مسلحين داخل المستشفيات وتحول بعضها إلى مستشفيات ميدانية.

وأضاف المصدر وهو طبيب مازال على رأس عمله في حلب أن مستشفيات المدينة تعمل حالياً بربع طاقتها في ظل نقص بالكادر الطبي. بالإضافة للكادر التمريضي الذي غادر جزء كبير منه ولم يلتحق جزء آخر بالمستشفيات خوفاً على حياتهم في ظل المتغيرات والتواجد المسلح داخل المستشفيات.

المصدر بين أن هذا الواقع يؤثر على عموم سكان حلب الذين يشهدون انحداراً غير مسبوق بالخدمات الطبية التي انخفضت نسبة تشغيلها إلى الربع تقريباً. حيث أن خدمات الاسعاف وغسيل الكلى والولادات وغيرها من الخدمات الاسعافية والدورية تعطلت بشكل كبير. بينما توقفت العيادات عن استقبال المراجعين وألغيت جميع العمليات الباردة التي كانت مقررة.

وأشار المصدر إلى المخاوف التي تتملك الكادر الطبي نتيجة دخول المسلحين في حالات الإسعاف مع الجرحى وهم يحملون سلاحاً. مبيناً أن الأمر يثير مخاوف الأطباء من ردات الفعل التي قد تنجم عن مرافقي الحالات الاسعافية من مسلحين وانعكاسها على الكادر الطبي خلال عمليات التواصل. ودعا إلى إيجاد حل لمنع دخول أي مسلح إلى المشفى.

إلى جانب ذلك تحدث عن فقدان كبير بالاختصاصات الطبية في المستشفيات مشيراً إلى أن صباح اليوم الأحد كانت معظم المستشفيات تبحث عن طبيب تخدير لتغطية النقص. بينما العديد من المستشفيات الخاصة شبه متوقفة عن العمل.

كما بين المصدر أن حوالي 28 عملية باردة كانت مقررة اليوم الأحد في مستشفى واحد بحلب تم إلغاؤها. مؤكداً أن كل مشفى في حلب كان لديه عدد من العمليات ألغاها خلال اليومين الماضيين بسب نقص الكوادر والمستلزمات الطبية.

وختم أن المستشفيات بحاجة كوادر وإمدادات بالمعدات الطبية والاحتياجات التشغيلية وهذا الأمر ضبابي وغير واضح بالنسبة للكوادر حتى الآن.

أطباء غادروا يوم الجمعة ليلاً

“ناهد” (اسم مستعار) طبيبة مقيمة ماتزال تعمل في حلب قالت أن معظم الأطباء المقيمين الذي يشكلون الطاقة التشغيلية الرئيسية للمستشفيات غادروها خوفاً على سلامتهم. وبيّنت أن بعضهم بقي في حلب بينما الأطباء الذين ينحدرون من محافظات أخرى غادروا حلب تماماً.

وأشارت في حديثها لـ سناك سوري أن الأطباء من المحافظات الأخرى الذين كانوا يعملون في حلب أعربوا بشكل واضح عن الخوف على حياتهم وغادروا على عجل.

وتابعت أنها تعمل فوق طاقتها وقدرتها وأن ظروف العمل حالياً معقدة ومربكة لجميع الأطباء ويسودها العشوائية وتفتقد التنظيم.

مبينةً أن الأطباء لم يحظوا بقدر كاف من الطعام أمس السبت واليوم الأحد وبعضهم أكل خبزاً فقط في الساعات الماضية بينما مطعم المشفى غاب عن العمل.

ولادة عند الداية

وعلى الرغم من انتشار ثقافة الولادة القيصرية في سوريا الذي أدى لتراجع الولادات الطبيعية وتلاشي دور “القابلة القانونية” التي تولد الأمهات. إلا أن “قابلة قانونية” متقاعدة منذ سنوات قامت أمس بإجراء عملية ولادة في حي الصاخور صباح اليوم الأحد.

وقالت الداية في حديث لـ سناك سوري إن عملية الولادة كانت سهلة والأم أنجبت فتاة. ولم تشهد أي صعوبات تذكر حتى أن الأم أرضعت الطفلة من حليبها مباشرة. وفقط لم يكن لديها حفاضات للطفلة.

يذكر أن جبهة النصرة سيطرت على حلب يوم الخميس 29 تشرين الثاني 2024 ما أدى لنزوح قرابة 500 ألف مواطن. وأعاد حلب إلى دائرة الصراع من جديد حيث شهدت غارات جوية عنيفة خلال الساعات الماضية نفذها الطيران الحربي السوري والروسي.

زر الذهاب إلى الأعلى