نور الدين الشعار.. موظف متقاعد قرر أن ينظف طريق قريته من الأذى
موثق تفاصيل قرية الكفر بدأ عادة فريدة قبل عامين يشجع عليها جميع أهالي القرية
يجمع “نور الدين الشعار” ابن قرية “الكفر” بريف “السويداء”، بطريق الذهاب والإياب عدداً من القطع المعدنية منظفاً الطريق منها. لجذب الانتباه لمخاطر هذه القطع على الأطفال والمارة وإطارات السيارات. ويتمنى لو تهتم الوحدات الإدارية بهذه القطع وجمعها بمغناطيس خاص تخفيفا للأذى.
سناك سوري-رهان حبيب
“نور الدين الشعار” أقدم المهتمين بالتصوير وتوثيق أنشطة وفعاليات القرية جمع عبر مسيرته مئات الصور الفوتوغرافية بكاميراته الزينيت الخاصة. إلى جانب عدد من أجهزة التحميض وتظهير الصور ومن بعدها كاميرا كانون، يقول لـ”سناك سوري” أن القطع التي ينتزعها من الطريق عبارة عن براغي ونوابض وقطع معدنية حادة ممكن أن تسبب أذى كبيراً.
ويضيف أن تلك القطع تسقط من السيارات أو حمولاتها أو بعد عمليات الإصلاح بجوار الورش أو المنازل وقد لا تثير انتباه المارة. لافتاً أنه يحب المسير الطويل في شوارع قريته سواء بمفرده أو مع مجموعة. وخلال مسيره يلاحظ كيف تتقاذف الأرجل أو الإطارات، تلك القطع التي إن لم تتطاير على جوانب الطريق لتصيب أحدا من المارة، ربما تثقب إطار السيارات.
اقرأ أيضاً: السويداء: المجتمع المدني ينجح في تلبية احتياجات الأهالي
“الشعار” وهو أيضاً موظف متقاعد منذ عدة سنوات، بدأ عادته هذه قبل أكثر من عامين، كانت حصيلتها ستة كيلو من البراغي والنوابض وقطع من الآلات المعدنية. برؤوس قوية وخطرة.
يحاول “الشعار” لفت الانتباه إلى تلك المخلفات، ويقول إنه «من المفيد أن نتابع تفاصيل تكمل إجراءات نظافة الشارع في قرية مثل قريتنا. التي تشهد واقعاً جميلاً من المشاركة والعمل المشترك الواعي حيث طبق أهالي القرية مشروع تصنيف أولي للنفايات لعدد من الأحياء منذ عدة سنوات ومشروع الجمعية الخيرية التي تخدم القرية منذ أكثر من ١٦ عاما والمخبز والمطحنة والصيدلية الخيرية وصالة الأفراح بجهود أهلية».
يرى الموظف المتقاعد أن مثل هذا العمل ليس مجهداً وفي حال تشارك أهالي القرية، سيتمكنون من تخفيف الكثير من الأعباء. ويجعلون الطريق آمناً لهم ولزوارهم وأطفالهم، كذلك من الممكن إيجاد وسيلة للاستفادة من تلك القطع عبر إعادة تدويرها وهذا بالنسبة لـ”الشعار” عمل مهم جداً.
“نور الدين الشعار” الذي يمتلك مكتبة ضخمة وثق فيها جرائد ومجلات نادرة لا يستهين بأي مطبوعة أو قطعة تراثية نادرة وقرر ألا يستهين بأي قطعة معدنية. مادام في جمعها تخفيف للأذى وخدمة لمجتمعه الذي أحبه وتابعه في كل التفاصيل لدرجة أنه يقدم أرشيف الصور لديه كذاكرة تحفظ صور كبار السن وتطورات القرية بين القديم والحديث. ويحلم أن يوثق لشوارع نظيفة آمنة خاصة أن في قريته فريق جميل من الرياضيين الدراجين ومطار جميل يصلح للتنزه و”تل القليب” الذي يرى أن في حماية طريقه الجبلي خدمة لكل زائر أو عابر أراد الاستمتاع بجمال القرية ومناظرها الجبلية.