
تولى “رائد الصالح” منصب وزير الطوارئ والكوارث ضمن التشكيلة الحكومية السورية الجديدة. وتُعد هذه الوزارة مستحدثة للمرة الأولى في سوريا، كاستجابة لحاجة ملحّة أفرزتها سنوات الحرب، والتحديات المرتبطة بإدارة الكوارث الطبيعية والإنسانية.
سناك سوري-دمشق
برز اسم رائد الصالح على الصعيدين المحلي والدولي من خلال عمله في المجال الإنساني، حيث شغل منصب مدير منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” منذ تأسيسها عام 2013 وحتى تعيينه وزيراً. وكان قبلها يعمل في تجارة الأدوات الكهربائية، ثم انتقل للعمل في إدارة المخيمات على الحدود السورية التركية، حيث شارك في توزيع المساعدات وإسعاف الجرحى.
عام 2013، شارك الصالح في تأسيس الخوذ البيضاء، وبدأ أول تدريب للمتطوعين في إسطنبول، ثم أشرف على تأسيس المؤتمر التأسيسي للمنظمة في تشرين الأول/أكتوبر 2014، حيث تم توحيد جهود فرق الإنقاذ في سوريا تحت مظلة مؤسسة واحدة. وتحت قيادته، توسعت المنظمة لتضم أكثر من 3000 متطوع.
مثّل الصالح منظمة الدفاع المدني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال عامي 2016 و2017، كما شارك في مؤتمرات دولية حول سوريا في لندن وبروكسل والدوحة، وألقى كلمة أمام مجلس الأمن الدولي. حصدت “الخوذ البيضاء” خلال رئاسته أكثر من 30 جائزة دولية، بينما اختارته مجلة تايم ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم عام 2017. كما رُشحت المنظمة لنيل جائزة نوبل للسلام ثلاث مرات متتالية في أعوام 2016 و2017 و2018.
يحمل رائد الصالح بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة ماردين آرتوكلو في تركيا عام 2023، إلى جانب شهادة سابقة في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية في الدانمارك عام 2017.
الصالح: بداية مرحلة جديدة في إدارة الأزمات
وفي أول كلمة له بعد استلامه المنصب، أكد الصالح أن استحداث وزارة للطوارئ والكوارث يأتي استجابة لحاجة ملحة بعد سنوات من الأزمات المتراكمة، مشدداً على أن “الطريق أمامنا ليس سهلاً، والتحديات كبيرة، لكن المستحيل لا وجود له عندما تكون المصلحة الوطنية هي العليا”.
وأضاف أن إحداث هذه الوزارة من شأنه أن يعزز القدرة على الاستجابة الفاعلة في جميع المناطق السورية، مؤكداً أن العمل سينطلق نحو تطوير منظومة متكاملة لإدارة المخاطر والكوارث، تشمل التنسيق مع الهيئات المحلية والدولية، وتفعيل آليات الإنذار المبكر والتدخل السريع.