أولبرايت قالت يوماً.. إن ثمن معاقبة صدام حسين يستحق موت 500 ألف طفل عراقي!
سناك سوري _ محمد العمر
كرّرت الإدارة الأمريكية مؤخراً محاولاتها للترويج بأن قانون “قيصر” للعقوبات ضد “سوريا” لا يستهدف المدنيين ولن يؤثر على وصول المساعدات الإنسانية والمواد الطبية إلى السوريين.
وفي الوقت الذي يتلمّس فيه السوريون آثار عقوبات “قيصر” على أوضاعهم المادية والمعيشية فإن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون أن القانون يهدف لحماية المدنيين ومعاقبة الحكومة، حيث قالت المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن الدولي “كيلي كرافت” في اجتماع الأمس، إن قانون “قيصر لحماية المدنيين” يهدف إلى ردع الجهات المسيئة التي تواصل دعم الحكومة السورية.
وأضافت “كرافت” إن القانون يضم أحكاماً قوية لضمان عدم تأثر المساعدات الإنسانية بأي شكل من الأشكال بالعقوبات، ورأت أن الحكومة السورية لم تترك لـ”الولايات المتحدة” أي خيار آخر سوى الاستمرار في حجب تمويل إعادة الإعمار وفرض العقوبات على الحكومة وداعميها.
السفيرة الأمريكية تجاهلت أثر هذه العقوبات على المدنيين لاسيما من الأطفال والنساء، ودورها في تفقير السوريين مع تراجع قيمة عملتهم المحلية، وأعاد هذا المشهد إلى الأذهان صورة الحصار الأمريكي لـ”العراق” خلال تسعينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضاً:شيوخ الأمريكان يحمون السوريين بالعقوبات… إقرار قانون قيصر
حينها ظهرت وزيرة الخارجية الأمريكية “مادلين أولبرايت” في مقابلة تلفزيونية عام 1997 سألتها المذيعة خلالها عن خسارة نحو 500 ألف طفل عراقي حياته بسبب الحصار وهو عدد يفوق الأطفال الضحايا في “هيروشيما” التي تعرضت لقنبلة ذرية، وما إذا كان ثمن معاقبة نظام “صدام حسين” يستحق موت الأطفال، لتجيبها “أولبرايت” بأنه خيار صعب لكنه بالفعل ثمن يستحق.
في العام 2016 عبّرت “أولبرايت” عن ندمها على هذا التصريح ووصفته بأنه أغبى تصريح لها، لكنها حقيقةً لم تندم على خيار الإدارة الأمريكية في محاصرة “العراق” والتسبب بموت أطفال لم يجدوا ما يحتاجونه من الغذاء والدواء تحت ضغط العقوبات الأمريكية التي كانت “واشنطن” تصفها أيضاً بأنها تستهدف الحكومة العراقية وليس المدنيين.
وربما ستخرج “كرافت” بعد عشرين عاماً لتعتذر عن تصريحها السابق حول “سوريا” دون أن تعبّر عن ندمٍ حيال ما جرى للسوريين بسبب العقوبات الأمريكية التي لا تفرّق بين المدنيين وبين الحكومات سوى في تصريحات المسؤولين الأمريكيين.
اقرأ أيضاً:أبرز ماتضمنه قانون قيصر الذي شدد عقوبات أميركا على سوريا