دخلت الإبرة التي “أرقع بها” جوربي السميك في يدي، حين سمعت تصريح رئيس الحكومة “محمد الجلالي” الذي يطالب فيه وضع حد لسياسة الترقيع. ورغم ألم الوخزة إلا أني تجاوزته سريعاً برمي الجورب المتهالك بعيداً. “وهلا رح يلغوا الترقيع من حياتنا، والله لنكيف”.
سناك سوري-بنت رقعة
صحيح أني لا أمتلك مالاً فائضاً بمقدار 30 ألف ليرة ثمن جورب صوفي من النوعية الجيدة. لكني كنت بحاجة لإشارة واحدة لرمي جوربي القديم الذي أستعد لترقيعه للعام الثاني على التوالي. إنو من شو بينتزعوا الجرابات ماكانت أفهم.
تجاوزت فرح التخلّي عن جورب قديم متهالك، إلى فرح التفكير بأنني لن أعود مضطرة لترقيع طعام اليوم. فلا أبحث عن حبة بطاطا ذابلة لأرمم طبختي، ولا عن بصلة دخلت خلسة تحت فرن الغاز بينما أحتاجها ولا تتوافر في منزلي.
ثم بدأت أفكر بفوقية برجوازية أكبر قليلاً، قد أتوقف عن ترقيع النقود من فئة 100 و200 ليرة، ومحاولة إلصاقها بلاصق شفاف. لأن المية فوق المية بتصير ألف والألف تعادل أجرة باص داخل المدينة.
تصاعد تفكيري مرة أخرى ووصل إلى الرواتب، هل ستنهي الحكومة ترقيعها بالحوافز والمتممات التي أثبتت عدم جدواها. وتمنحنا رواتب لا تحتاج إلى ترقيع؟
أيضاً، هل يمنحون الباصات مازوتاً كافياً، ويتخلون عن سياسة الترقيع بوضع اللوم على السائق غير المنضبط. أو هل يمنحوننا مازوت تدفئة كافي ويتخلون عن ترقيع العجز بشماعة العقوبات.
دعوت لرئيس الحكومة أن “ينصره” ضد سياسة الترقيع، وأن يُشملنا بها، فنتوقف عن ترقيع أمورنا وظروفنا وطعامنا وجواربنا وعملنا. ونعيش حياتنا قبل أن يمرّ العمر سريعاً دون أن ندرك قيمة الوقت التي وبالمناسبة ثمّنها رئيس الحكومة جداً خلال جلسة الحكومة الأسبوعية.
لا للترقيع مع تثمين الوقت، ترى هل سيكون لنا نحن السوريون أي “حصة” في تصريح رئيس الحكومة. أم أنه سيعتبر سياسة ترقيعنا ذكاءً فطرياً، لا علاقة له بسياسة الترقيع التي تحدّث عنها والتي تشمل طرق مكافحة الفساد.
لوهلة شعرت بالندم، لقد تسرعت ورميت جوربي، فهل سيزداد الندم، ما رأيكم؟