مرض الجدري في القنيطرة: يجتاح الريف ويخلف 300 إصابة
رفاقي في الحي لا يسمحون لي بلعب كرة القدم معهم. هم يقولون إنني سأنقل العدوى لكرتهم!
بينما يجهز الأطفال حول العالم أنفسهم للاحتفال بأعياد الميلاد. يتم منع عائشة (7 سنوات) من اللعب مع رفاقها في المدرسة أو الحي كي لا تنشر عدوى مرض جدري الماء بينهم بعد انتشاره الملحوظ مؤخراً في القنيطرة.
سناك سوري – شاهر جوهر
في غاية البراءة تقول ”عائشة“ وهي تتلعثم في حديثها لـ “سناك سوري”: «آنستي في الصف منحتني عطلة لأسبوع من المدرسة. كي لا أنقل عدوى الجدري للطلاب». وتضيف: «حتى رفاقي في الحي لا يسمحون لي بلعب الكرة معهم. يقولون إنني سأنقل العدوى لكرتهم».
”عائشة“ هي واحدة من بين أكثر من 300 حالة لمرض جدري الماء أصابت الأطفال والنساء في قرى ريف القنيطرة الجنوبي خلال الثلاثة أشهر الماضية.
حيث ظهرت الحالة الأولى في مدرسة قرية ”صيدا الجولان“ الابتدائية. لينتشر بعدها المرض بين الطلاب ولينتقل لقرى أخرى قريبة. حيث يعد الفيروس سريع الإنتشار عبر العدوى بين الأطفال السليمين.
يقول ”أسامة عيساوي“ مدير المركز الصحي في قرية ”صيدا الجولان“ أن مرض الجدري «مرض تلوثي معدٍ يسببه فيروس يدعى ”فيروس الجدري“ (فاريولا). و هو مرض فتاك. لدرجة إنه إذا تأكد ظهوره فمن المهم جداً عدم الاقتراب من الأشخاص المصابين بالفيروس».
اقرأ أيضاً: مياه الأمطار تصيب سكان مصياف بالتلوث.. هذا ماحدث
وأكد لـ ”سناك سوري“ أن السبب الرئيسي لهذا الانتشار المفاجئ هو «نتيجة نقص الخدمات في القرية ما أفرز بدوره تلوث المياه وانتشار النفايات».
هذا و يقف المركز الصحي الوحيد في القرية عاجزاً عن تأمين العلاجات للأهالي لعدم توفرها. ما يضطر السكان لشراءه من الصيدليات الخاصة بأسعار تبلغ 2000 ليرة سورية. وهي مبالغ رغم رمزيتها تؤرق حال السكان في ظل انعدام فرص العمل وتدني مستويات الدخل والمعيشة بفعل الحرب.
اقرأ أيضاً: 28 امرأة فقدت جنينها في قرية سورية ماهو السبب؟
المجلس المحلي في القرية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة لفت بدوره إلى أن «عدم قدرته على جمع النفايات بشكل دوري. وقلة الأدوية في المركز الصحي. وتضاؤل منسوب المياه بسبب الحفر الجائر للآبار وبشكل عشوائي وغير منظم دفع لانتشار الجفاف والأمراض بشكل كبير في القرية».
لكن هذه التبريرات لم تقنع ”أبو ظاهر“ أحد وجهاء القرية. الذي بدوره هو الآخر حمّل المجلس المحلي والمنظمات الإنسانية التي أسماها بـ ”المنظمات الـلا إنسانية“ حمّلهم مسؤولية «من أوصل القرية لهذه الحالة المزرية. بسبب إهمالهم للجانب الطبي والخدمي عن سابق قصد».
اقرأ أيضاً: خطر الأوبئة يهدد حياة السوريين في المخيمات
كما لابد من الإشارة إلى أن عدد سكان قرية ”صيدا الجولان“ يزيد عن 4,050 نسمة. يضاف إليهم أكثر من 1,836 نازح يعيشون في مخيم على أطراف القرية في ظل أوضاع انسانية ومعيشية قاسية.
الجدير بالذكر أن مصادر طبية أكدت خلال الاسابيع القليلة الماضية حصول انتشار واسع لمرض جدري الماء لقرابة 70 حالة أغلبهم من الأطفال في قرية ”أم نير“ في ريف إدلب الجنوبي. وتفشي للإنتانات التنفسية والمعوية والإسهال بين المدنيين ولاسيما الأطفال في ”حرستا“ بريف دمشق.
.