محمود العطواني… يعيد القناطر السود والباحات الحجرية إلى عمارة السويداء
بمطرقة وازميل وفطرة السابقين أحيا “محمود العطواني” حجر البازلت في السويداء
سناك سوري – رهان حبيب
يحاول “محمود العطواني” ابن قرية “عرمان” في محافظة “السويداء” تجميل المظهر العام للأبنية في قريته مستخدماً حجر البازلت أو الحجر الأزرق المعروف في جبل العرب، يحيي ذلك بطريقة القدماء في البناء ويضيف إليها شيئاً من إبداعه الذي تعلمه خلال سنوات ممارسة عمله بالبناء.
يستخدم “العطواني” أدوات بسيطة، مطرقة وإزميل لنشر الحجر الذي يرصف به باحات واسعة، بطريقة هندسية فنية جميلة تخالها من عهود التاريخ القديم، ويقول في حديثه مع سناك سوري: «لم أتعلم فن الرسم أو هندسة البناء لكني بالفطرة أنجز أعمالي ومنها القناطر القديمة التي تعتبر بناء معقداً، حاولت تشكيل قوس القنطرة ورفعت الحجارة على السقالة دون الاستعانة بأي وسيلة وحاولت قدر الإمكان صفها بالقياسات النظرية، لتكون متوازنة وكانت بالفعل عملاً ممتعاً رغم التعب والعناء، وتكاملت بالشكل مع الباحة والسور».
في تجميل الحدائق والباحات حاول “العطواني” الاستفادة من مختلف أنواع الحجارة التي بين يديه فجمع بين الحجر “الخمش” أو “الغشيم” كما يسمى وبين الحجر المنحوت ورصف باحات عريضة زين مركزها بدوائر وحجارة على شكل دائرة أو وردة، أما جدران الحدائق فقد ترك حجارتها على صورتها الطبيعية بطريقة جذبت المارة لالتقاط الصور أمامها.
يحتاج إنجاز الورشات التي يعمل بها “العطواني” فترة زمنية لابأس بها قد تمتد لأشهر أو سنة في بعض الأحيان، حتى يتمكن من إنجازها بصورة جميلة يتقن فيها ترتيب الحجارة وله نظرة خاصة في هذا الأمر تحدثت عنها “صفاء الشومري” رئيسة لجنة “صلخد” “للعاديات للتراث” المهتمة بهذا النمط من البناء والتي حاولت متابعته لتتعرف على طريقته بالتعامل مع الحجر خاصة أنه انطلق بدون خطة لكنه انتزع في إحدى المرات أمامها من أكوام حجارة فوضوية مجموعة منها وأعاد ترتيبها وبناءها بطريقة فنية تراثية على حد تعبيرها.
يذكر أن “العطواني” من سكان قرية “عرمان” ٣٥ كم جنوب مدينة “صلخد” في عامه الواحد والخمسين يتقاضى أجورا بسيطة مقابل العمل بحرفته التراثية، لكنها تحقق له السعادة، لم تتوقف حرفته عند حدود البازلت بل تطورت إلى الخشب، متزوج وأب لشابين أحدهم طالب هندسة،
اقرأ أيضاً:“لميس عبد الصمد”.. رائدة أعمال طوّعت الظروف لخدمة نجاحها