عن مصداقية الأرقام التي تعلنها تركيا حول عفرين ….. كل رقم يوضع بجانبه صفر!!؟؟
سناك سوري – نجيب الشوفي
أطلق الجيش التركي منذ إعلانه العدوان على عفرين السورية وبمشاركة فصائل معارضة (درع الفرات) الشهر الماضي العديد من البيانات التي تناولت أرقام وإحصائيات وأعداد لتحييد مقاتلين أكراد قضوا ضمن العدوان التركي.
وفي ملاحظة بسيطة لخط سير البيانات الصادرة وبشكل شبه يومي من قبل رئاسة أركان “الجيش التركي” سنلاحظ ارتفاعاً مثيراً للدهشة والغرابة بأعداد الضحايا من المقاتلين الكرد.
ففي 30 كانون الثاني 2018 أعلنت الأركان التركية في بيانٍ رسمي عن تحييد (649) من قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية، وذلك بعد عشرة أيام فقط من انطلاق العدوان على عفرين في 20 من الشهر ذاته وذلك حسبما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية. (يعني لو عصافير وعم تصيدوهن مو هيك، يمكن بنفس العشر أيام ما سقط نفس الضحايا بكل سوريا).
في حين لم يأتي الأتراك خلال كافة تصريحاتهم على وقوع أي مدني خلال عدوانهم على عفرين. (يعني كأنو سحر القصف الجوي والمدفعية التركية بتنقي عنصر الوحدات وبتنزل عراسو ما بتقرب عالمدنيين). موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً: أنقرة تعليقاً على دخول القوات الحكومية عفرين: لن يردعنا أحد!
ثم عادت ونشرت في اليوم التالي 31 كانون الثاني 2018 بياناً حددت فيه عدد الذين تم تحييدهم بـ 712 مقاتلاً كردياً وذلك بحسب ما نقل عن وكالة “رويترز”. (أي بارتفاع وصل لـ 63 ضحية خلال 24 ساعة فقط).
وتتابع رئاسة الأركان التركية خلال أربعة أيام متتالية برفع الأرقام بتحييد 811 مقاتلاً كردياً يوم 2 شباط ثم 897 يوم 3 شباط، 932 يوم 4 شباط، 947 يوم 5 شباط، وذلك بحسب ما جاءت به وكالات ومواقع تركية “يني شفق” ، “Daily Sabah”، “وكالة الأناضول”. (وربما هنا تداركت رئاسة الأركان التركية عدم منطقية هذه الأرقام في يومي 4-5 شباط وخففت العدد لإضفاء بعض المنطق على أقوالها). موقع سناك سوري.
ثم تعود بيانات رئاسة الأركان لتقفز في الأرقام بتحييد 1062 مقاتلاً كردياً يوم 9 شباط، وتحييد 1141 يوم 10 شباط، ثم تحييد 1266 يوم 11 شباط وذلك بحسب ما جاءت به وسائل إعلام تركية مثل TRT.
وحسب آخر إحصائية يوم 16 شباط 2018 فليس من المستغرب أن تصل الأرقام إلى تحييد 1551 مقاتلاً كردياً وذلك استناداً إلى بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية.(يعني اذا كان الرقم صحيحاً 1551 إذاً كم عدد المقاتلين في عفرين؟، ومن استطاع تحييد كل هذا العدد من المقاتلين لماذا لم يتمكن من تحقيق تقدم يذكر في المعارك؟).
اقرأ أيضاً: «اختاري أي عائلة وألقي عليها التحية».. صاروخ تركي هدية لأطفال عفرين
من جهة أخرى لم تنشر “قوات سوريا الديمقراطية” أو “وحدات حماية الشعب الكردي” الكثير من الإحصائيات والأرقام حول ذلك فقد نشر على موقع “قسد” يوم 26 كانون الثاني الماضي أن عدد الذين خسرتهم خلال معاركها في عفرين بلغوا 48 فقط وهو الرقم الذي نقلته أيضاً وكالة DW الألمانية.
ثم أصدرت “قسد” بياناً آخر يوم 1 شباط الحالي أضافت للرقم السابق 4 أيضاً ليصبح العدد الكلي 52 فقط، فيما قالت في بيان آخر أن الضحايا المدنيين قد بلغوا 148 مدنياً وذلك يوم 9 شباط وعلى موقعها الرسمي وهو رقم أقل بـ عشرة أضعاف من الرقم الذي نشرته تركيا.
وبحسب ناشطين فإن أنقرة تخوض حرباً إعلامية ضد القوات الكردية في عفرين وتنشر أرقاماً وإحصائيات غير منطقية ولا تقنع أحداً بعد خسارتهم الاحترام الدولي على أثر تنكيل مقاتلي فصائل المعارضة المدعومين تركياً بجثة مقاتلة كردية بعد مقتلها حيث استطاعت القوات الكردية إظهار تركيا بصورة المعادية للمرأة والمهينة بقيمتها الإنسانية.
فيما يعتبر آخرون أن الحرب هي من الطرفين حيث تقوم القوات الكردية أيضاً بنشر صور وأرقام وإحصائيات غير واقعية ووهمية عن وقوع جنود أتراك وخسائر كبيرة في العتاد بالإضافة لمحاولتهم كسب الود الغربي والعالمي من خلال مقاتلاتهم الذين يدافعون عن عفرين وهو ما يعطي صورة إيجابية لدى المجتمع الدولي.
تعكس هذه الإحصائيات انتفاء المصداقية عن لغة الأرقام المستخدمة في الصراع السوري لأسباب دعائية وسياسية عديمة المصداقية، وماكذبة معارك عفرين التي تنتهجها تركيا إلا صورة مصغر عن كذب الأرقام التي صدرت وتصدر عن مختلف الأطراف المتحاربة في سوريا.
اقرأ أيضاً: الائتلاف عاقب منتهكي حرمة موت الشابة الكردية بـ “بيان”!