نعى صحفيون وكتاب وشعراء، الشاعر العراقي الراحل “مظفر النواب”، الذي أعلن عن وفاته أمس الجمعة عن عمر ناهز 88 عاماً، والذي عاش في العديد من العواصم العربية بينها “دمشق”، هربا من بطش السلطة في بلاده، قبل أن يتوفى في “الشارقة” وينقل ليدفن في بلاده كما أراد.
سناك سوري-دمشق
الصحفي “محمد سليمان”، شارك مقطوعة شعرية للشاعر الراحل، وعلق عليها قائلاً أن «من نعانا وبلادنا منذ عشرات السنين ننعاه اليوم، مظفر النواب يموت بعيدا عن وطنه ارض الرافدين في الشارقة».
الشاعر السوري “نزيه أبو عفش”، تناول الحديث عن جزئية عودة “النواب” ليدفن في مسقط رأسه بعد 45 عاماً في المنفى، حيث لم يتبق له أحد من أهل بيته، وأضاف: «عاد ليُقبَر في عرين قتَلتِهِ ومفترسي حياته وأحلامه. من يصدّق».
رحل “سيد الشعر والفكر وأيقونة النضال الأممي في قاموسنا”، هكذا نعاه الصحفي “كمال شاهين”، مضيفا أنهم سيبقون أوفياء لرسالته، فهو الملهم والحكيم حتى الأبد.
اقرأ أيضاً: أنهر العراق تصب في دمشق “عاصمة المنفيين”
وأعادت الإعلامية “هالة الجرف” تفاصيل قديمة من ذكرياتها مع “النواب”، حين كان جارهم في “سلمية” بريف “حماة” والتي لجأ إليها هاربا من “العراق” قبل أن يغادرها إلى “دمشق”، وقالت: «كان القامة الذي لم يستثن أحدا في قصيدته العصماء».
الناطق الشعري باسم أجيال من العرب الأيتام، هكذا وصفت نائبة عميد كلية الإعلام في جامعة “دمشق”، “نهلة عيسى”، الراحل “مظفر النواب”، وقالت إنه رحل كعصفور الكنار غاضبا بائساً، وأضافت: «رحيله ذكرني بعندما انتصر بنو عباس على بني أمية، أبو جعفر المنصور استدعى أهم حكماء العصر الأموي وسأله سؤالآ مهمآ: ما الذي هزمكم؟ فرد الحكيم وقال: هزمنا أننا ولينا كبار القوم صغائر الامور، وصغار القوم كبائر الامور، فضعنا بين الإفراط والتفريط».
لتسقط ذلك المشهد على “دمشق” اليوم، وتقول إنها ماتزال باقية على العهد، «تولي الصغار المهام الجسام، والهزائم ما عاد حدا عدها».
أما الصحفي “يوسف الشرقاوي”، فوصف “النواب” بأنه الرجل الذي هزم السلطة، وأضاف أنه لم يمت غريباً كما كان يخشى، بل مات «مات ميتةً أخرى، لا نعرفها، لكنها أفضل ممّا يخاف».
الناشط “أمجد بدران”، وجد في وفاة “النواب” فرصة للتذكير بقانون مكافحة الجريمة الإلكترونية، الذي يجرم القدح والذم والشتائم، ومن وجهة نظر “بدران” فإن شتائم الشاعر التي تناولها في قصائده، لا تستحق أي عقوبة بل هي دفاع راق عن المجتمع، وتضمن منشور “بدران” استعراض لخبر العداون الإسرائيلي على “دمشق” امس، وأراد من خلاله تذكير العرب بالشتيمة التي أطلقها “النواب” يوما ما بحقهم بعد أن تركوا “سوريا” وحيدة.
اقرأ أيضاً: هل يقتلكم البرد ؟ سوريون يقتلهم نصف الدفء ونصف الموقف!