الرئيسيةشباب ومجتمع

لينا البني اكتشفت طريقة دبس العنب الشمسي مصادفة

لينا البني خففت من الجهد وكميات الوقود وعلّمت الطريقة لجاراتها

يختلف الدبس الشمسي عن دبس العنب بالطريقة التقليدية، بكونه لا يحتاج  للغلي على نار قوية إلا لنصف ساعة وتقوم الشمس بباقي المهمة لتنشيفه للدرجة التي يمكن حفظه بها لموسم الشتاء.

سناك سوري-رهان حبيب

في “السويداء” تعرفت “لينا البني” 53 عاما تعمل كربة منزل على طريقة تصنيع دبس العنب الشمسي منذ أكثر من عشر سنوات وزادت في الاعتماد عليها. بفعل نقص المحروقات من غاز ومازوت لغلي دبس العنب الذي يحتاج لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة. لإنتاج دبس العنب، بالجودة المعهودة والطريقة التقليدية التي تعلمتها من الأجداد.

لينا البني تجمع الدبس

ففي قريتها “الكفر” جنوب السويداء القرية الجبلية التي اشتهرت بالعنب والتفاحيات وأصناف كثيرة من الصناعات الغذائية المنزلية. التي تتفرع عن العنب، وقد تعودوا منذ الطفولة على متابعة الأهل في هذا الموسم يعصرون العنب الناضج من أنواع العنب السلطي والزيني. الذي يتصف بحلاوته، ثم يُجمع السائل الناتج عنه بأواني كبيرة مع إضافة كميات من الرمل وعندما يهدأ العصير. يقومون بتصفية السائل في أواني نحاسية لتتم عملية الغلي لساعات طويلة تتعاون بها العائلة بعناء وتعب لتحضير كميات كبيرة للتموين والبيع. كما قالت لـ”سناك سوري”.

بعيداً عن طريقة الغلي وسط أزمة الطاقة الحالية في “سوريا”. تعرفت “البني” على طريقة دبس العنب الشمسي مصادفة حين بقي لديها كمية من العنب. التي لا تصلح لصنع الزبيب فعصرتها ووضعتها على النار نصف ساعة وقررت عدم متابعتها بعد أن نال منها التعب. نتيجة اليوم العملي الطويل في الكرم. فقررت تنشيفها تحت أشعة الشمس لاستهلاكها في المنزل بمدة قصيرة. وكانت النتيجة رائعة من حيث الطعم واللون فاعتمدت التجربة لصناعة المؤونة كاملة.

دبس العنب تحت أشعة الشمس

“البني” لاحظت أن عملية التجفيف تحت أشعة الشمس أضافت نكهة مميزة للدبس. ووجدت في الطريقة تخفيف لوقت الغلي الذي يحتاج للمراقبة لساعات طويلة. وتنظيف دائم لحواف الأواني والتحريك إلى جانب كلفة الوقود. فقررت الإستفادة من حرارة الشمس بعرض العصير المغلي لمدة ثلاثة أيام على أواني واسعة. وكلما كانت الشمس حادة كلما اختصرت الوقت لتتراوح مدة التنشيف من يومين إلى ثلاثة.

اقرأ أيضاً: المرشم.. طقس العيد الخاص في السويداء

تقول: «بعد التجربة الأولى صرت أخصص كمية من إنتاج الكرم للدبس الشمسي لأن كل من تذوقه شعر بلذته، وطعمه المميز لكن بعد أزمة المحروقات. اعتمدت الطريقة بشكل كامل وساعدت جاراتي بتعلمها وتعميمها».

تخبرنا السيدة أنها تعودت مساعدة زوجها والعمل لتحسين الدخل فهي تنتج الزبيب وتحضر دبس البندورة وورق العنب وأنواع كثيرة من المربيات. للبيع إلى جانب تربية الدواجن والأغنام كل هذه الأعمال التي يضاف لها صناعة الدبس الشمسي الذي طُلب منها بكميات كبيرة. من داخل وخارج القرية وترسل منه كميات إلى لبنان.

وتضيف: «أستهلك وأسرتي أكثر من 15 كيلو من الدبس حيث نحلي المشروبات الشتوية مثل البهار والحلويات مثل المرشم والزلابية. وأخزن كمية كبيرة بانتظار الطلب وفي الغالب يتم بيع الكمية خلال شهر تشرين الثاني وكانون أول كونه مادة مطلوبة للدفء. وكل العائلات تحرص على التموّن منها».

أخيرا يباع هذا النوع من المؤن بالرطل حيث يساوي الرطل 2كيلو ونصف وصل ثمنه هذا العام وفق السيدة 35 ألف ليرة. لمادة تصلح أن تكون بديلاً عن السكر الأبيض تتوافر بها كل المزايا الصحية المناسبة للتغذية ويمكن حفظها لأكثر من عام.

اقرأ أيضاً: البقسمة.. بمكونين اثنين و5 دقائق بوظة الشتاء باتت جاهزة

زر الذهاب إلى الأعلى