كيف أصبح “أردوغان” محتلاً بنظر “العربية”.. هكذا وقع بعض السوريين بالفخ!
سناك سوري _ محمد العمر
انتشر مصطلح “بروباغندا” بين السوريين مطلع الحرب في سوريا حين كانت الحرب الإعلامية على أشدّها بين الإعلام المحلي السوري وبين الإعلام العربي المقابل وخاصة قنواته الخليجية!.
المصطلح يشير إلى طريقة مضللة في نشر الأخبار عبر إعطاء معلومات منقوصة واللعب على الوتر العاطفي للمتلقي لتوجيهه نحو وجهة نظر سياسية معينة، في البداية كانت قناتا “الجزيرة” القطرية و”العربية” السعودية منبران رئيسيان للترويج لبروباغندا المعارضة السورية ومناهضة الحكومة السورية و أخذتا على عاتقهما مهمة الترويج لأفكار المعارضة وبث الدعاية المضادة للحكومة.
من بين الركائز التي انطلقت منها منصات الإعلام الخليجي كانت معاداة “إيران” حليفة الحكومة السورية ومدح “تركيا” ودورها بوصفها حليفة المعارضة السورية.
صوّرت وسائل الإعلام الخليجية نفسها بمظهر الخائف على السوريين من “المد الفارسي”، ولعبت هذه القنوات على وتر العاطفة القومية وأخذت تتوسّع في حديثها عن مطامع إيرانية تصفها بـ”الصفوية” و”الشعوبية” و”المجوسية” و لم تنسَ أيضاً استخدام الطائفية كوسيلة جذب للجمهور المتلقي للاصطفاف إلى جانب الرؤية المعارضة.
اقرأ أيضاً: “أورينت” تهاجم قطر والمعارضين السوريين المحسوبين عليها.. إنها تدعم الإرهاب
انقسم الخليج على بعضه في لحظة درامية، أصبحت “قطر” في صف يجمعها مع “تركيا” وحتى “إيران” مقابل باقي دول الخليج وعلى رأسها “السعودية”.
سرعان ما انعكس هذا الانقسام على طريقة تعاطي وسائل الإعلام الخليجية مع الملف السوري، ففجأة لم نعد نسمع عبر “الجزيرة” أي حديث عن المد “الصفوي” والتوسع “الفارسي” على العكس من ذلك بدأت “قطر” عبر ذراعها الإعلامية المتمثلة بشبكة “الجزيرة” تروّج لرؤيتها الجديدة التي ترى في “إيران” خير الجيران مقابل الدول العربية التي تحاصرها!.
في المقابل فإن القنوات السعودية والإماراتية التي كانت تتغزّل بالرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لدوره وموقفه الداعم للمعارضة السورية بدأت تصف الوجود التركي في “سوريا” بـ”الاحتلال” ودخوله الأراضي السورية بـ”العدوان” وتفنّد تصريحات المسؤولين الأتراك لتثبت المطامع التركية وسياسات “تركيا” المعادية التي كانت حتى الأمس القريب أفضال تركية بنظر المحطات السعودية!.
أظهرَ الانقسام الخليجي حجم البروباغندا المضللة التي مارستها الوسائل الإعلامية مطلع الأزمة السورية وعلى الرغم من أن المواقف الرسمية للحكومتين السعودية والقطرية لم تتغير تجاه الحكومة السورية إلا أنها غيّرت من طريقة تعاطي إعلامها مع الملف السوري بما يخدم قضية معاداتها لبعضها، بينما نجحت هذه القنوات في إيقاع بعض السوريين بفخ الاقتناع بأنها وسائل إعلام حرة تتبنى قضايا الشعوب وأنها ليست موجّهة أبداً.
اقرأ أيضاً: كاميرا قناة “العربية” السعودية في دمشق.. مشاهد من العاصمة ومفردات جديدة عن “سوريا”