لعبة “الحوت الأزرق” تقتل طفلاً في دمشق!
وكان ينقص أطفالنا الموت جراء لعبة في خضم هذه الحرب المجنونة!
سناك سوري-متابعات
لم يكن الطفل “علاء” من دمشق يعلم أن لعبة “الحوت الأزرق” التي حملها على جواله ستنتهي أخيراً بموته انتحاراً عبر شنق نفسه في غرفته.
في حي “المزة” كان “علاء” يغلق باب غرفته عليه ليبدأ اللعب كما تقول والدته، وتضيف:«فجأة تغيرت ردود أفعال علاء وبات انطوائياً لا يلبث أن يعود من المدرسة حتى يدخل غرفته ويقفلها ويموت قهراً حينما أحاول الدخول إلى غرفته فدائماً يقبع في العتمة وبيده جواله»،
“أم علاء” لم تكن تعلم بقصة اللعبة لكنها لاحظت تعلق ابنها الوحيد بشكل كبير بجواله لكنها لم تفكر طويلاً بالأمر مع عشق المراهقين للجوالات واستخدامها فاعتقد أن الأمر طبيعي، وتتابع: «في إحدى المرات رأيت عدة جروح على شفتيه راعني ذلك فسألته عن مصدرها فأسكت تخوفي بأنه عضها عن غير قصد ولم نعلم بقصة اللعبة إلا بعد وفاته من قبل أستاذ مدرسته الذي أخبر زوجي بذلك».
وبحسب مانشرت صحيفة “تشرين” المحلية، فإن اللعبة تتضمن ظهور صوت لشخص يملي على اللاعب تعليمات لا يجب أن يعترض على تنفيذها، حيث يُأمر اللاعب بمشاهدة أفلام رعب، ويُرسل إليه مقاطع دموية، وحين ينتقل إلى مراحل متقدمة يُطلب إليه بتشطيب نفسه ومن ثم شنق نفسه كما حدث مع الطفل “علاء”، ولا يستطيع اللاعب تجاوز هذه الطلبات لأنه يجب أن يصورها ويوثقها حتى يتمكن من الانتقال إلى المرحلة الأخرى، ويقوم الشخص المتكلم الذي يظهر باللعبة بتهديد اللاعب بقتل أسرته إن أخبرهم بما يجري معه.
اقرأ أيضاً: ستة أطفال في دمشق عند الثامنة والنصف صباحاً
يقول والد “علاء” إنه استغرب طلب ابنه قبل يوم من انتحاره في تسجيله بنادي رياضي وشراء حذاء رياضي له، وهذا يدل على أن “علاء” كان متأكداً من عدم موته انتحاراً في اليوم التالي، وهذا أيضاً ما يؤكده حديث رفاقه في المدرسة حيث أخبرهم قبل يوم من انتحاره أنه سيقدم على أمر عظيم ويبقى بعده على قيد الحياة.
الخطير في الأمر هو ما أكده رئيس مركز الطب الشرعي بدمشق “أيمن ناصر” ومعه الطبيب الذي كشف على الطفل المتوفى “د.تاج الدين شاكر”، حيث أشارا إلى ورود عدة حالات مشابهة لما حدث مع هذه الحالة، ومن خلال الكشف تبين أن قسم من تلك الحالات تمت السيطرة على عقولهم عبر لعبتين على الجوال هما “الحوت الأزرق” و”مريم”، مؤكدين أن التحقيقات ماتزال جارية للتأكد من كيفية اقتناعهم بالانتحار جراء هاتين اللعبتين.
وطالب الطبيبان الأهالي الانتباه جيداً إلى أطفالهم وسلوكهم ومراقبة تصرفاتهم، من حب العزلة وزيادة ساعات النوم وانشغالهم عن دروسهم أو وجود تشطيبات ووشوم على أجسادهم تفادياً لوقوع الكارثة كما حدث مع الطفل “علاء”.
الدكتور النفسي “أيهم أبو الخير” قال إن تأثير تلك الألعاب ليس واحد على جميع الأطفال بل تؤثر فقط على من لديه الاستعداد لها أو المصاب بمرض نفسي معين خصوصاً لدى الأطفال والمراهقين لأن شخصيتهم تكون في طور البلوغ لم تكتمل بعد، داعياً الأهل للحذر جيداً من استخدام أطفالهم لتلك الألعاب.
ويبقى السؤال الأهم من وراء انتشار تلك الألعاب ومالهدف منها، ولماذا جرى تسويقها في سوريا في هذا الوقت، أسئلة كثيرة من الصعب إيجاد تفسير منطقي لها.