كورونا يحتفل بعيد ميلاده الأول… وسط أمنيات بأن يكون الأخير
بعد عام على كورونا.. تحديد 27 كانون الأول يوماً عالمياً للاستعداد الوبائي
سناك سوري – متابعات
بعد مضي عام على ظهور أول إصابة بفيروس كورونا المستجد.. الجائحة التي اكتسحت معظم دول العالم مسجلةً أرقاماً مهولة بأعداد الضحايا، حددت “الجمعية العامة للأمم المتحدة” 27 كانون الأول من كل عام يوماً عالمياً لـ”الاستعداد الوبائي”.
وظهر الفيروس المسبب لكوفيد-19 لأول مرة في مدينة “ووهان” الصينية أواخر العام الماضي وسُجلت أول وفاة بالفيروس في 31 كانون الأول ثم انتشر عالمياً، وأصاب منذ ذلك الحين أكثر من 79 مليوناً وأودى بحياة أكثر من مليون و700 ألف ووصفته “منظمة الصحة العالمية” بالجائحة الوبائية في 11 آذار الماضي.
اقرأ أيضاً: الصحة العالمية: نقص المياه يزيد إصابات كورونا.. 15مليون سوري بخطر
في 23 كانون الثاني 2020 كانت “ووهان” مقطوعة عن العالم، بعدها أُغلقت مقاطعة “هوباي” وبدأت الدول بإعادة رعاياها من “الصين” وسجلت أول وفاة رسمياً خارج آسيا في 15 شباط لسائح صيني كان يعالج في مستشفى بـ”فرنسا”، في 8 آذار فرضت “روما” إغلاقا بإيطاليا” ثم بكامل البلاد، وسجلت بورصات العالم هبوطاً تاريخياً، كما أعلنت حكومات ومصارف مركزية أولى الإجراءات لدعم الاقتصاد.
يوم 16 آذار دعت “ألمانيا” و”بريطانيا” شعبهما للبقاء في المنازل وتجنب التواصل، وفرضت “فرنسا” اعتبارا من 17 آذار إغلاقا تلاها إعلان “الاتحاد الأوروبي” عن إغلاق حدوده الخارجية، ثم حجر صحي بمعظم دول العالم وبدأ الانهيار الاقتصادي والتخلي عن مئات آلاف الموظفين، وفرض إجراءات الوقاية كارتداء الكمامة والتعقيم.
وسجلت “الولايات المتحدة الأميركية” كأكثر الدول تضرراً من الوباء تليها “الهند”، ثم “البرازيل” وبعدها “فرنسا”، ثم”روسيا” وعربياً “العراق”، ثم “المغرب”، فـ”السعودية”، يليها “تونس”، ثم “الأردن”، بينما كانت “إيران” الدولة الأكثر تضرراً في “الشرق الأوسط”.
الدواء الوحيد الذي تم تحديده لتقصير مسار المرض هو “ريمديسيفير”، بالإضافة لأدوية أخرى وهي “ديكساميثازون”، و”أفيغان”، ودواء الملاريا “هيدروكسيل كلوروكوين”، ولم يتم إثبات فعالية وسلامة أي عقار بشكل كامل.
حتى نهاية حزيران انطلق ما لايقل عن 160 مشروع لقاح في العالم، اعتُمد فيما بعد لقاحات منها “سبوتنيك”v الروسي، و”فايزر بيونتيك” الأمريكي الألماني، و”سينوفاك” الصيني، حيث بدأت عدة دول غربية وعربية بحملة تطعيم باللقاحات المضادة للفيروس.
اقرأ أيضاً: إجراءات حكومية خجولة لمواجهة الموجة الثانية من كورونا
أما في “سوريا” أعلنت “وزارة الصحة” عن أول إصابة بالفيروس في 22 آذار وأول وفاة في 29 من الشهر نفسه، وفرضت الحكومة حزمة من الإجراءات الوقائية المؤقتة وهي إيقاف الرحلات الجوية، وتعليق دوام العمل في الجامعات والمدارس ومؤسسات الدولة، وتعليق الصلوات في الجوامع والكنائس، وإغلاق المطاعم والأسواق، وإيقاف العمل بمديريات النقل، وتأجيل السوق للمكلفين بخدمة العلم، وإغلاق مراكز خدمة المواطن والمتنزهات والحدائق العامة والسينما والمسارح وصالات المناسبات ونوادي الرياضة، واعتماد خطة تعقيم لوسائل النقل.
بالإضافة إلى إنشاء مخابر رديفة للمخابر المرجعية في “دمشق” و”اللاذقية” و”حلب”، والتوسع في مراكز الحجر الصحي وتشكيل 19 فريق طوارئ للترصد الوبائي في المحافظات، وفرض ارتداء الكمامة على العاملين في دوائر الدولة والمراجعين وسائقي وسائل النقل والمحال التجارية والأفران.
وما إن مرت فترة الحظر حتى عادت معظم النشاطات والمؤسسات للعمل ولو لم يكن ذلك بشكل كامل، لاسيما بسبب الأضرار الاقتصادية التي خلفتها فترة الحظر وتأثيرها الكبير على معيشة المواطن السوري خاصة ضمن الظروف القاسية التي تعيشها سوريا ومع العقوبات الاقتصادية عليها والتي شملت جميع القطاعات.
اقرأ أيضاً: لقاح كورونا في سوريا قريباً… هل أنتم مستعدون للتطعيم به؟
منذ افتتاح المدارس في أيلول وحتى 3 من كانون الأول بلغت إصابات كورونا في المدارس 1056 إصابة منهم 500 طالب و556 حالة بين المعلمين والإداريين وكوادر الصحة المدرسية، بحسب مديرة الصحة المدرسية “هتون الطواشي”، الأمر الذي دفع الأهالي للمطالبة بإغلاق المدارس مؤقتاً، بالتزامن مع بدء الموجة الثانية من الوباء مع بدء فصل الشتاء.
وبلغ العدد الكلي للإصابات في “سوريا” وفقاً لـ”وزارة الصحة” حتى يوم أمس 26 كانون الأوّل، 10821 إصابة توفي منهم 660 شخص، ومؤخراً أعلن “وزير الخارجية” “فيصل المقداد” أن “سوريا” ستتفاوض مع “روسيا” للحصول على اللقاح “سبوتنيكv”، كما أدت المستجدات الصحية الطارئة خلال أشهر إلى خلق أزمة إنسانية، واقتصادية وتعميق مستويات الفقر، وازدياد معدلات البطالة، وسط مخاوف من انهيار قدرة القطاع الطبي على تأمين الرعاية اللازمة للمصابين.
يشار إلى أن تحديد “الجمعية العامة للأمم المتحدة” يوم 27 كانون الأول اليوم العالمي لـ”الاستعداد الوبائي” جاء بعد مصادقة أعضائها البالغين 193 دولة في 8 كانون الأول 2020 على مشروع قانون يعترف بالحاجة إلى زيادة مستوى الاستعداد من أجل التعامل المبكر والمناسب بشكل أكبر في مواجهة أي وباء جديد قد يظهر.
اليوم يصادف عيد الميلاد الأول لفيروس كورونا وسط أمنيات في العالم بأن يكون الأخير، وجدل حول ظهوره ولقاحه وانقسام بين نظرية المؤامرة ونظرية السياق الطبيعي للفيروسات وصولاً إلى الخوف من التمييز بين الناس في الحصول على اللقاح بين دول تستطيع دفع ثمنه وأخرى لا تسمح لها ميزانيتها بشراء اللقاحات، حيث تشير الأرقام الاولية إلى أن الغالبية الساحقة من طلبات الحصول على اللقاح هي لدول ذات اقتصاد قوي.
اقرأ أيضاً: المقداد: نتفاوض مع موسكو للحصول على لقاح سبوتنيكV المضاد لكورونا