كورال أرجوان .. 250 صوتاً على مسرح واحد يغنّون لميلاد سوريا الحرة
أصوات كورال أرجوان تملأ سماء طرطوس .. موسيقى بروح الحرية
وقف أكثر من 250 مغنٍّ ومغنية على مسرح واحد، باختلاف أعمارهم وأطيافهم، في أكبر حفل كورالي في الهواء الطلق ليصل صوتهم، وتلامس انغامهم قلوب الحضور.
سناك سوري _ تيماء يوسف
حفلٌ لم يحتاجوا فيه لموافقات أمنيّة تتطلب شهوراً، ولم يجدوا صعوبة في التمويل حيث تلقوا الدعم من المجتمع المدني في طرطوس.
واحتضنت حديقة “6 تشرين” في طرطوس أمس، المئات من سكان المدينة الذين جاؤوا لحضور احتفالية الحرية والنصر “ميلاد الحرية”، والتي قدمتها كورالات أرجوان الثلاثة” الكبار واليافعين والأطفال” وكورال سيدات النغم. وذلك بمناسبة ميلاد سوريا الحرة الجديدة.
حيث اجتمع على مسرح واحد أكثر من 250 مغنٍّ ومغنية بأعمارهم المختلفة من 7 إلى 55 سنة، وغنوا معاً للوطن والأرض والإنسان بالإضافة لترانيم الميلاد حول العالم بسبع لغات. لتملأ أصواتهم المدينة بالحب والحرية والأمل بمستقبل مشرق.
تجد “سما عيسى” وهي مغنية آلترو في كورال أرجوان اليافعين، أنَّ هذه الحفلات هي تذكير بأهمية الثقافة والحضارة، فالموسيقى في كل عام تجمع الناس للاحتفال.
وتضيف “سما” في حديثها لـ سناك سوري أن الموسيقى شغفها وتشبه الفقاعة التي تخلق السلام والطمأنينة رغم الظروف.
أما “إبراهيم عباس” وهو مغني في الكورال فقال أنَّ الحفل خطوة لتجاوز المرحلة الصعبة وخاصة فترة الفوضى، ودليل على أن الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً، مؤكداً دور الموسيقى في بناء سوريا المتنوعة التي يحلم بها الجميع والعيش بحرية.
واعتبرت المغنية “نور اسكندر” أن الموسيقى في الوقت الحالي رسالة بأن المجتمع السوري المتعدد بكل أديانه وأفكاره قادر على الاتحاد والغناء معاً. وأشارت إلى دور السيدات المهم، فكورال سيدات النغم دليل يوضح دور المرأة وقدرتها على إيصال صوتها بالموسيقى.
مشاركات شابة داعمة لم يقتصر الحفل على مشاركة الكورالات فقط، بل برز دور الشباب بشكل واضح، وتلقى الحفل دعماً واسعاً من المجتمع المدني في طرطوس، فكانت الغاية الأولى هي إنجاحه وإيصال مشاعر الفرح عن طريق الموسيقى المنتعشة بروح الحرية.
تصف “مرح أبو أسعد” الموسيقى بالمساحة الآمنة للتعبير وغذاء للروح، حيث شاركت الشابة بالتنظيم مع جمعية سلام يا طبيعة.
وقال “مرح” لـ سناك سوري أنَّ التّنوع بأعمار المشاركين بالكورال، يدل على قدرة السوريين جميعهم بمختلف أعمارهم وأعمالهم على إعادة إعمار سوريا.
شعور السعادة بالمشاركة في الحفل رافق “علي ستيته” وهو أيضاً من جمعية “سلام يا طبيعة” فمشاركة الفرح مع الحضور يبعث روح الحياة الجديدة والأمل ببناء سوريا، والموسيقى قادرة على نقل المشاعر منذ القدم وإيصال ثقافة مجتمعنا.
جمعيات أخرى داعمة بالإضافة لجمعية سلام يا طبيعة، كجمعية فضا للتنمية المجتمعية شاركت بالإعداد والتنظيم، وجمعية السنديان البيئية التنموية التي شاركت بتنظيف الحديقة قبل الحفل، وأيضاً مجموعة عبق الموسيقية، جمعية البيت البوليفاريانو ومعهد هارموني للموسيقى. وكان هناك مبادرات من شركات كشركة العيساوي للإضاءة، وشركة مزاج للصوتيات دي جي بيرو.
يذكر أنَّ الحفل سيكون مسجلاً لدى اتحاد الكورال العالمي، فكورال أرجوان عضو في الاتحاد العالمي باسم مدينة طرطوس، بالإضافة لذلك فإن حفل “ميلاد الحرية” أُقِيم في يوم الكورال العالمي الّذي يمتد في الفترة بين 12 و 24 كانون الأول، فكان يوم 20 كانون الأول هو اليوم الّذي تصدَح فيه الأصوات السوريّة مع أكثر من 900 كورال في حوالي 80 دولة في العالم.