قرار محافظ حماة يجعل “حسام” والعشرات معه عاطلين عن العمل يتأملون “سياراتهم” المهددة بالحجز
قرار يقطع أرزاق السائقين أو يجبرهم على دفع 70 ألف ليرة سورية
سناك سوري- حسام الشب
لم يخرج”حسام أبو محمد” اليوم إلى عمله، بل جلس أمام محل خضروات لصديقه وراح يكش الذباب عن الخضروات، ويفكر في لقمة عيشه كيف سيؤمنها لعائلته بعد أن قرر محافظ حماة منع السيارات العمومية التي تحمل لوحة “إدلب” من العمل وحجز كل سيارة يتم رصدها.
يقول “أبو محمد” لـ سناك سوري: بعد القرار توجهنا إلى محافظ حماه في محاولة لاقناعه بإيقاف القرار الجائر بحقنا إلا أنه قال بأنه يجب علينا نقل مركباتنا من إدلب إلى حماه ومنحنا مهلة أسبوع فقط.
السائفون رفضوا نقل لوحاتهم من إدلب إلى حماة، فما كان من المحافظ إلى أن وجه أوامره بحجز أي سيارة عمومية تحمل لوحة إدلب يتم رصدها تنقل ركاب في حماة.
يستهجن السائق فكرة نقل لوحة سيارته من مرور إدلب إلى مرور حماه، ويتساءل هل باتت إدلب غير موجودة ولن تعود لسيطرة الدولة حتى تلغى لوحاتها!؟، لماذا يتخذ هكذا قرار ومحافظة إدلب قد تعود في أي لحظة وعندما تعود علينا أن ننقل لوحاتنا من جديد إلى مرورها!.
تكلفة تغيير اللوحة من إدلب إلى حماة تقدر بحوالي سبعين ألف ليرة سورية بحسب السائقين الذين يقولون إن معظمهم لا يملك هذا المبلغ، وإذا كانوا مجبرين على الأمر فلماذا لا يتم إعفائهم من رسوم النقل!!.
“حسام” ومعه عشرات السائقين عاطلون عن العمل منذ يوم أمس وهم بحاجة لما يطعموا به أولادههم بالإضافة إلى تأمين أجرة المنزل الذي يسكنوه كونهم نازحون من محافظة إدلب وأغلبهم ليس لديه أي عملٍ آخر.
بعض السيارات تم حجزها من قبل المرور يوم أمس، ومن بينها سيارة “بسام جراد” الذي قال إنه بدأ معاملة اخراجها من الحجز والتي كلفته 10 آلاف ليرة سورية، استدانها من صديقه لأنه لا يملكها، والسيارة هي مصدر رزقه الوحيد.
“جراد” يقول لـ سناك سوري يجب على المعنيين في حماه عدم منع أبناء ادلب من العمل على سياراتهم لحين عودتهم إلى محافظتهم، بل وتسهيل كل العقبات أمام عملهم وحصولهم على رزق بدل جعلهم عاطلين متسولين على أبواب الجمعيات.
“بسام” هو الآخر لايملك مصدر رزق آخر سوى سيارته ومنذ الأمس لايعمل وقد تم حجز سيارته واضطر للاستدانة من أصدقائهم ليؤمن لقمة العيش لأولاده فهل يرى محافظ حماه قراره بقطع أرزاق المواطنين وتجويع أبنائهم قرارا صائبا يتساءل بسام؟؟؟
عشرات الأسر بقيت بلا مصدر رزق أو عليها أن تدفع مايقارب ٧٠ ألف ليرة سورية لنقل مركبتهم إلى حماه “ومن وين نجيب ٧٠ ألف ليش معنا ٧٠ ليرة بجيبتنا” هكذا قالها “هائل سيلو” سائق تكسي عمومي من إدلب لـ سناك سوري، قالها بحسرة وهو الذي لايعمل منذ الأمس وسيارته هذه هي مصدر رزقه ورزق أخيه أيضا والآن أسرتين أصبحت بلا مصدر للرزق.
وأضاف “سيلو” نريد فقط أن نعيش وأن ندفع أجور منازلنا “كيف رح نعيش ونطعمي أولادنا”.
قرار محافظ “حماة” لاقى استهجان السائقين الذين طالبوه بالعدول عنه، كما طالبوا المسؤولين عن محافظتهم أن يقفوا إلى جانبهم ويضغطوا لإنقاذ لقمة عيشهم سواء بإلغاء القرار أو إلغاء رسوم النقل.
تحديث:
تراجع محافظ حماة عن قراره تحت الضغوط وعادت سيارات إدلب للعمل بشكل اعتيادي مع الاحتفاظ بلوحاتها.