الحكومة تعرض إنجازاتها بحلب و هل يتطابق الواقع مع الصورة؟
سناك سوري _ حلب
عاشت “حلب” لحظات استثنائية يوم 22 كانون الأول 2016 على وقع مشاهد خروج مسلحي الفصائل من أحيائها الشرقية.
كانت مشاهد تلك الحافلات تعلن الإيذان بنهاية حقبة انقسام المدينة بين “شرقية” و”غربية” وعودتها مدينةً واحدة دون معابر موت ترصدها القناصات وتحاصرها الحواجز لمجرد أن الحلبي يريد التنقل بين ضفتي المدينة.
قرابة 4 سنوات من المعارك بين شرقٍ تسيطر عليه الفصائل وغرب يسيطر عليه الجيش السوري، انتهت يوم 22 كانون الأول، الذي تصادف ذكراه الرابعة اليوم ورغم أن “حلب” لم تعد تعاني من أصوات المدافع والقذائف إلا أنها دخلت حروباً من نوعٍ آخر.
تتحدث وكالة سانا الرسمية عن إنجازات خدمية حققتها الحكومة منذ 2016 حتى اليوم في “حلب” كإعادة تأهيل 26 مخبزاً ووضعها في الخدمة بالمدينة وريفها، وتشير أيضاً إلى وضع 1620 مدرسة بالخدمة في أرجاء المحافظة.
أما صفحة وزارة النقل على فايسبوك فخصصت يومها لاستعراض ما أنجزته في المدينة، وقالت أنه تمت إعادة تأهيل الخط الحديدي “حلب-دمشق” بطول 400 كم وتجهيز 5 قطارات سعة 283 راكباً، وإعادة تشغيل مطار “حلب” الدولي وإعلان جاهزيته لاستقبال الرحلات وإقلاعها، وصيانة جسور تحويلة “حلب” الجنوبية وإزالة السواتر عن مدخل طريق “حلب-اللاذقية” الدولي، وافتتاح السير على جسري قناة الري على طريق “حلب-الرقة”.
على صعيد الصحة، قالت مديرية صحة “حلب” أن 52 مركزاً صحياً ومشفى ونقطة طبية عادت للخدمة بعد إعادة تأهيلها، على أن هناك خطة لإعادة تأهيل المزيد من المراكز الطبية خلال العام القادم بحسب المديرية.
اقرأ أيضاً:بعد 3 سنوات من إعادة توحيد المدينة.. ماذا تغيّر في “حلب”؟
وزارة الكهرباء تحدثت بدورها عن صيانة 19 مركز تحويل في “حلب”، وتكبير استطاعة محولة “الشيخ طه”، وإعادة تأهيل محطتي “الخالدية” و”باب النيرب”، وصيانة محطة “باب الفرج”، والعمل على صيانة محطة تحويل “حلب-ب”.
صناعياً، نقلت صفحة رئاسة الحكومة عن مدير مدينة “الشيخ نجار” الصناعية بـ”حلب” “حازم عجان” قوله أن عدد المنشآت الصناعية في المدينة بلغ 675 منشأة مع دخول 100 منشأة جديدة للخدمة هذا العام، إضافة إلى منح 200 رخصة بناء، وتخصيص 467 مقسماً جديداً للصناعيين في “الشيخ نجار”.
وبعيداً عن الإنجازات الحكومية فإن المشهد العام لأحياء “حلب” الشرقية لم يختلف بشكل كبير هذا العام، سواءً لناحية إعادة الإعمار أو لناحية عودة الخدمات، حيث لا تزال معظم هذه الأحياء خارج خارطة التيار الكهربائي القادم من شركة الكهرباء، وتعتمد بشكل كلي على كهرباء مولدات “الأمبير”، في حين تعاني أحياء غرب “حلب” من تقنين يشتد شتاءً كسائر المدن السورية ويصل إلى ساعتي وصل مقابل 4 إلى 6 ساعات قطع.
رغم ذلك، فإن سكان المدينة اتسموا بعد نهاية المعارك بالنشاط نحو إعادة كل شيء إلى ما كان عليه في السابق، لكن أبرز ما أعاقهم عن هدفهم ولا يزال، هو حاجز الأوضاع الاقتصادية المتدهورة باستمرار.
اقرأ أيضاً:مع عودة الشتاء.. موسم انهيار المباني يتجدد في حلب
أصبح الغلاء والوضع المعيشي المتردي يخيم على عاصمة “سوريا” الاقتصادية، فيما تواجه المصانع التي اشتهرت بها المدينة عوائق حكومية كالحاجة إلى إمدادها بالكهرباء والحاجة إلى تسهيل إجراءاتها وتخفيف القيود عن أعمالها ووارداتها وما إلى ذلك من مطالب يكررها صناعيو المدينة.
ولا يمكن إغفال أثر الهجرة عن المدينة، فقد تغيّرت “حلب” عمّا كانت عليه قبل الحرب بشكل ملحوظ، ولا تزال تفتقد آلافاً من أبنائها الذين تشتتوا في دول العالم، عدا عن الذين خسرتهم خلال سنوات الحرب حين تم تصنيفها كأخطر مدينة في العالم.
لكن الأمل وحده الذي يحكم المدن العريقة مثل “حلب” لا يزال يدفعها للبقاء مدينة حيّة تنتظر انفراج أزمة البلاد، كما أن أهلها ينتظرون دفعاً حكومياً حقيقياً لمسيرة إعادة الإعمار والحياة للمدينة وعدم الاكتفاء باحتفال سنوي بذكرى توحيدها لا يسمن الحلبيين ولا يغنيهم من جوع.
اقرأ أيضاً:بعد 8 سنوات .. وزير النقل يعلن موعد عودة مطار “حلب” الدولي