تحسن ملحوظ في الأنسولين والمتتمات حسب المتوفر
سناك سوري – رهان حبيب
ينضم للبرنامج الوطني لمرضى السكري خمسين مريضاً جديداً في كل عام، بينما يتلقى سنوياً أكثر من 10 آلاف مريض علاجهم من خلال العيادات السكرية، إضافة لحصول مائة طفل على حصتهم من الأنسولين عبر عيادة واحدة متخصصة.
هذه الأرقام ليست نهائية فهناك مرضى كثر غير مشخصين حتى الآن، وبالتالي هم لا يتلقون العلاج من هذا المرض الذي عانى المصابون به الكثير من الصعوبات خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ العام 2011
يقول “فرحان الخطيب” أحد المرضى لـ سناك سوري: «تغيرت الظروف بفعل الحرب لكن الأدوية لم تنقطع. أصبحنا نحصل على الدواء بكميات محدودة لأكثر من مرة في الشهر، بينما كنا في السابق نحصل على الكمية المطلوبة في زيارة واحدة».
أدوية السكري توزع مركزياً وتحظى بدعم الدولة السورية التي لم ترفع يدها عنها رغم ظروف الحرب الصعبة بحسب الدكتور “صلاح منذر” مدير البرنامج الوطني لمرضى السكري في “السويداء”، ويضيف “منذر” متحدثاً عن المخاطر التي رافقت العمل: «لقد تعرض السائقون وأمناء المستودعات لإطلاق نار على طريق المطار أكثر من مرة، وكانت أخطر الفترات تلك التي امتدت بين النصف الثاني من 2016 والنصف الأول من 2017 من حيث نقص الكميات الواردة».
انقطاع الأنسولين كارثة تم تجنبها لكن ظروف شركة “تاميكو” وتوقف إنتاجها لفترات سابقة جعل الحصول على المتتمات أقل بكثير من المأمول، فحاجة المنظم والمتتمات لا تقارن مع سعر الأنسولين لذا كانت عملية تأمين الأنسولين أولوية بحسب “منذر”: «اليوم مريض الأنسولين يحصل على حصته كاملة لكن المنظم والمتتمات وفق الظروف، مع العلم أن كميات الأنسولين زادت بمقدار الضعف بشكل تدريجي من النصف الثاني لعام 2017 ونأمل أن يكون نصيب باقي الأدوية التي يحتاجها المريض أفضل خلال المراحل القادمة، لأننا اليوم نضطر لتحميل المريض عبء شراء بعض الأدوية».
الحالة النفسية أيضا للمريض نالت نصيبها ليعيش ظروف التوتر والخوف ويطلب كميات إضافية من الأنسولين وفق متابعة “خزامة صالحة” من فريق الدعم النفسي التابع للبرنامج التي أكدت أن توتر المريض وحالة انعدام الأمان أثرت بشكل كبير على الحالة النفسية، وظهر الفارق جلياً بالحاجة لكميات إضافية تبعاً لظروف المريض الصحية ونسب التحاليل المرتفعة مع اشتداد المعارك والحوادث الخطرة.
القاتل الصامت خارج السيطرة بفعل نقص التوعية
إثنان بالمئة كانت نسبة الحالات المشخصة مع بداية المشروع الذي انطلق من “السويداء” عام 1993 وعمم على باقي المحافظات نهاية التسعينيات، لترتفع نسبة التشخيص إلى سبعة بالمئة بعد أنشطة توعوية قدمها المشروع الذي تتبع له 87 عيادة رئيسية وفرعية على ساحة المحافظة، لم تنحصر خدماتها بالفحوص والأدوية بل كان لها خدمات ساهمت في التعريف بالمرض الذي لا يكشف في الغالب إلا صدفة.
يقول “منذر”: «السكري قاتل صامت ليس لخطورته فحسب بل لانعدام الوعي والمتابعة الصحية التي تفاعلت مع المشروع الوطني لمرضى السكري وأقام القرى الصحية ونشر التوعية من خلال العيادات الموزعة، لكننا كمحافظة ارتفعت فيها نسبة التعليم كان من المفترض محاصرة المرض بوعي الأهالي والوقاية بإجراء الفحوصات، ولنتذكر جميعا أن تكلفة العلاج وما يتبع بالسكري من أمراض أكبر بكثير من تكلفة الوقاية على الصحة، اليوم لدينا خطوات جيدة تتحقق بفضل التعريف بخدمات البرنامج وإمكانية الحصول على خدمات مجانية للتحليل والوقاية وهذا يساهم في رفع الوعي والتوجه للفحص».
“سعاد” امرأة بعمر السابعة والخمسين تحولت إلى الأنسولين منذ أربعة أشهر، وهي تزور العيادة السكرية في العيادات الشاملة بمعدل مرة كل أسبوعين تحصل فيها على الأنسولين وبعض الأدوية التي ساهمت في تحسن علاجها. تقول “سعاد نصر” لـ سناك سوري: «في هذه العيادة تعلمت طريقة التعامل مع القلم والحقن بالأنسولين وفي مرات كثيرة تساعدني الممرضات وأتمكن من قياس الضغط وأجري التحاليل المطلوبة».
يرى المرضى أن العيادات السكرية تجربة مهمة وهم يدعون للحفاظ عليها والاستمرار في دعمها، هذه العيادات قدمت الدواء لأكثر من ثلاثة عشر ألفاً مريضاً خلال العام الماضي، لكن الأرقام بدأت بالتراجع مع عودة الوافدين لمناطقهم خلال عام 2018.
اقرأ أيضاً : بشرى سارة لمرضى السكري…”سوريا” تبدأ بزراعة استراتيجية تعوضهم عن “السكر”