
“إنه يوم تشعر فيه بالسعادة والسرور”، بهذه المفردات أوضحت الديباجة الخاصة للأمم المتحدة رؤيتها من وراء اعتماد العشرين من آذار من كل عام يوماً دوليا للسعادة. و الذي حددته الجمعية العامة بموجب قرارها A/RES/66/281 في 12 تموز عام 2012. وذلك إيماناً منها “بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب”.
سناك سوري – شعيب أحمد
وقد جاءت فكرة اعتماد يوم دولي للسعادة من قبل “جايمي ليان” الناشط والمستشار الخاص للأمم المتحدة لإلهام الناس جميعاً حول العالم للاحتفال بالسعادة في يوم مخصص لها، وتعزيز حركة السعادة العالمية.
في العموم الدول والشعوب الأكثر سعادة غالباً ما تكون من بين الدول الأكثر ثراء، ووفق مؤشر السعادة العالمي والذي هو مؤشر يقيس مدى السعادة في المجتمعات طبقاً لدراسات وإحصائيات متعددة، فإن النموذج القياسي الأوضح لمعرفة وضعها من حيث مستويات الرفاهية ومقارنتها بغيرها ينبغي الاعتماد على عدة معايير منها (نصيب الفرد من الناتج المحلي، حرية التجمع، جودة الخدمات الصحية والتعليمية، متوسط عمر الأفراد، انتشار العدل، انعدام الفساد وانتشاره، الصحة العامة للأفراد، الحالة النفسية للأفراد، ظروف العمل وتوافر فرصها، الدعم الاجتماعي الذي تقدمه الدولة …).
اقرأ أيضاً: “أبو عامر” تقاسم الوجع مع مئات السوريين.. ابنه أيضاً لم يعد
صنفت سوريا على الدوام في مراحل متأخرة جداً في مؤشر السعادة، فمثلاً بلغت عام 2017 المرتبة 152 من أصل 155 دولة، وبذلك جاءت في المرتبة الرابعة من بين أتعس دول العالم.
ووفق المؤشرات العالمية ذات الصلة فإن سوريا احتلت مراكز متقدمة جداً في مقاييس الفساد والفشل والهشاشة في عام 2021، إذ احتلت المرتبة 178 على مؤشر الفساد من بين 180 دولة. في حين استُبعدت 6 دول عربية بينها سوريا، عن مؤشر دافوس العالمي لجودة التعليم، الأمر الذي يشير الى فشل كبير في مخرجات التعليم في البلاد. وتصدرت المرتبة الثالثة بقائمة الدول الأكثر هشاشة عالمياً بحسب تصنيف منظمة Fund For Peace لعام 2021.
وفي نداء طارئ، دعت منظمة الصحة العالمية إلى توفير أكثر من 257.6 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية الحرجة في سوريا، مشيرة في جلستها المنعقدة العام الفائت إلى أن أكثر من 12.2 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى المساعدة الصحية. هذه الأرقام دفعت مختصين وأطباء سوريين إلى إعلان دخول البلاد في دائرة الخطر فيما يتعلق ببرامج الرعاية الصحية في البلاد.
اقرأ أيضاً: سوريا.. تقاسم الوجع – أيهم محمود
هذا وقد صنّف معهد الاقتصاد والسلام IEP، في تقرير مؤشر السلام العالمي لعام 2021، سوريا في مقدمة أخطر دول العالم على المدنيين والمسافرين، إذ بلغت المرتبة 161 من بين أخطر الدول في العالم وفقاً لقياس احتمالية التعرض لمخاطر ناجمة عن الصراعات السياسية ومعدلات القتل والجريمة.
وعليه احتل جواز السفر السوري اليوم المرتبة 110 وفقًا لمؤشر Guide لترتيب جوازات السفر، وبذلك يعد جواز السفر السوري ثالث أدنى مرتبة في العالم. حيث سيحتاج حاملو جواز السفر السوري إلى الحصول على تأشيرة مسبقة للدخول إلى حوالي 201 دولة.
أما اقتصادياً كشفت تقارير غير رسمية عن تراجع معدل النمو في سوريا إلى معدلات قياسية، مع ارتفاع معدل التضخم في الاقتصاد إلى نحو 878 بالمئة، ووصل معدل البطالة إلى 31.4 بالمئة، وعلى ذلك قدّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارتن غريفيث” أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر عام 2021 بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشار إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.
وأمام هذا كله خرجت سوريا عام 2021 من التصنيف تماماً لمؤشر السعادة العالمي حيث لم يذكر المؤشر سوريا في تقريره السنوي الفائت، لتكون بذلك قد بلغت مستويات قياسية في التعاسة، ما يعني أنها لن تدخله في المدى المنظور.
اقرأ أيضاً: المعاناة وظروف المعيشة سلبته كل شيء حتى الفحولة _ رحاب تامر