فوقية الدفء.. حلال على المسؤولين حرام على المواطنين
هل وصلت الرسالة أم 50 ليتراً إلى عوائل المسؤولين من وزراء ومدراء عامين؟
تصطك أضلع صديقتي من البرد في غرفتها بإحدى المؤسسات الحكومية بمحافظة اللاذقية. بينما تتحايل أي فرصة للدخول إلى غرفة المدير أو رئيس القسم للحصول على بعض الدفء. لتسري الدماء مجدداً في عروقها قبل أن تعود مجدداً إلى غرفة “الأموات” كما تسميها.
سناك سوري-رحاب تامر
في غرفة المدير هناك مكيف يجعل الغرفة حماماً، ومدفأة صغيرة بالقرب من قدميه، والحال ذاته بالنسبة لغرف رؤساء الأقسام. بينما يعاني الموظفون من البرد الشديد لدرجة المرض، “وهاتي يا فواتير أدوية رشح وكريب”.
الحال السابق يختصر سوريا تقريباً، الدفء حلال على المسؤولين حرام على المواطنين. فماذا عن عوائل المسؤولين برأيكم؟
هل وصلتهم الرسالة أم 50 ليتراً؟ “يا خطيتهم” كيف يتدفؤون إذا لم تصلهم؟ أم، هل دفء العوائل والمنازل واحدة من مزايا أن تكون مسؤولاً في سوريا؟ إلى جانب مزايا السيارة مفتوحة المخصصات بحيث لا أحد من عوائلهم يشعر بعمق الأزمة التي تجعل حياتنا كما لو أنها سباق فورملا. مؤخراً ركضت إلى السرفيس وحظيت بمقعد فيه. ولا كأني “مايكل شوماخر، فشر بعينو عفكرة”.
إن لم تصلهم الرسالة أسوة بعوائل كثيرة في سوريا، كيف سيشترون المازوت، هل من السوق السوداء غير القانونية؟ ثمّ، هل يمتلكون النقود الكافية لشراء المازوت؟ بالتأكيد مدافئهم لا تشبه تلك التي لدينا، وهي عبارة عن “بالوعة مازوت”.
تعالوا نعيد صياغة السؤال مجدداً، يا ترى لو أن المسؤولين وعوائلهم يعانون البرد وأزمة المواصلات، هل كانوا ليتركوها على حالها دون حل؟