الرئيسيةرأي وتحليلقد يهمك

فرحنا … عاهرة تلك الفرحة التي تزيد غصة المظلوم

سناك سوري – عهد مراد

«يازلمي صرت إبكي لما شفت التكريم على قناة سما، بكيت بغصة حرفيا» هكذا علق أحد مشجعي المنتخب المحسوبين على المعارضة معلقاً على كلام صديقه وهو يقول:«إنه لن يسمح لأحد بأن يسرق الوطن وأفراحه».

هذا المشجع الذي بكى، كان قبل المباراة مكرسا نفسه لخدمة قضية دعم المنتخب وأنه (منتخب الوطن)، وكان يقول:«إنها فرصة تاريخية ليتوحد السوريون ،ولم يكن يعرف حينها كم سيكون محبطا أن يزيد هذا النصر من الشرخ بين السوريين».

ما حاول أن يفعله أطفال الغوطة الشرقية برفع (كرتونة) يشجعون فيها (منتخب الوطن) دمرته أيدي من يغيظه أن يتوحد أبناء البلد، الإعلام الذي يقول إنه يريد المصالحة والتشارك لم يستطع أن يشارك المعارضة بـ (غول) ،أي مصنع فتنة هذا؟.

لم تكن حلقة تكريم، كنا نشاهد (الشرطة في خدمة الشعب) وندمان ياسيدي ندمان، وبعد هذه الندمان يردد كل من تأمل خيرا بهذا الحلم، ندمان والله ندمان.

أي عنجهية هذه وأي عهر، مسكين هذا الوطن بأولي أمره، إنهم يسرقون كل شيء، ويجعلوننا نبكي لأنهم يضحكون.

هل هذا الإعلام وتلك المؤسسات تعنيها القضايا الوطنية؟ لم يكن غائبا لنقول بات واضحا ولم يكن ضبابياً لنقول بات جلياً ولم يكن حسناً لنقول بات سيئاً ولكن حلماً ما بأن تدلف الفرحة من بين آلام الحرب لتبقى فرحة هو الذي كان ولم يبت….

كانت قضية بحجم وطن، صارت ورقة سياسية، وذاك الذي لا يعنيه الوطن تماما هو من تعنيه الأوراق السياسية، لماذا يجوع السوريون ويتشردون ويموتون ويعتقلون ويختطفون وعلى الرغم من ذلك يجرح الهتاف حناجرهم ؟؟ أليسرق صوتهم من لا وطن له ولا قيمة ؟؟

نعم كنا صغار عقول يوم فكرنا أن لصوص الفرح سيتركوننا وشأننا، يوم ظننا أن من عمل على تفريقنا كي يسود سيقبل بوحدتنا ،فرحنا؟؟؟عاهرة تلك الفرحة التي تزيد غصة المظلوم.

كم كان اللاعبون وكنا مبتهجين عند انتهاء وقت المباراة، وكم كانت وجوههم شاحبة وهم يسمعون الخطابات ويعودون عشرات الأعوام الى الخلف كي يقولوا إن الوطن رجل وكي يضحك “نزار الفرا” ويقول: «هذا ما تنتظر سماعه الجماهير»، من سمح له أن يقول نيابة عنا أننا كنا ننتظر حواراً مع اللاعبين تقحم فيه السياسة، يا عزيزي هذه الجماهير المخلصة كانت تريد حواراً في الرياضة وفقط في الرياضة».

أسفي على فرحة أبناء وطني، أسفي على دموع انهمرت لأننا صدقنا أننا سننجوا من اللصوص الذين يقتاتون من الفتنة ويصمدون لأن الناس تقتل.

الفتنة صنعة هذا الإعلام والقضاء على الحلم حرفته، كل يوم يبصق هذا الاعلام في وجه الوطن ومن ثم يضع زورا أغنية له.

ونحن نندم لأننا حلمنا بأن لنا وطن، أخشى أنه غرق في بصاق الإعلام…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى