بدأ “فراس نصر” 32 عاماً بتصميم الملابس للسيدات والشابات، قبل أن يقرر تحويل عمله بالكامل لصالح الأطفال الصغار. الذي يراه عالماً أجمل يحتمل الكثير من الإبداع والفن.
سناك سوري-رهان حبيب
“فراس نصر” ابن قرية نجران غرب السويداء، تخرج من معهد الفنون بتخصص الخياطة عام 2019. وسارع لتطوير خبرته باتباع تدريبات متخصصة بالخياطة وتصميم الأزياء. المهنة التي أحبها وقرر الاستمرار بها. ويقول لـ”سناك سوري”، إنها مهنة قابلة للتطور وتتسع للإبداع والأفكار الحديثة سواء لناحية التصاميم أو الأقمشة.
تعامل “نصر” مع الخياطة كفن قادر على التجدد وإظهار مواطن الجمال في شخصية السيدات والشابات. قبل أن يكتشف في إحدى المرات أن لديه الكثير من بقايا القطع القماشية، فحاول تنفيذ عدة تصاميم منها للطفلات الصغيرات، وهنا كانت خطوته الأولى في التصميم للصغار.
التصميم الأول الذي ابتكره ونفذه من بقايا الأقمشة لاقى استحساناً كبيراً وحقق نسبة مبيعات جيدة. ما جعل الشاب يعيد التجربة وينفذ تصاميم جديدة لعدة أعمال ويحقق حضوراً جيداً في الأسواق.
يعرض “نصر” تصاميمه في “بيت الحرف” أحد معارض الأعمال اليدوية وسط السويداء. ويلبي العديد من الطلبات في مدن أخرى مثل “دمشق”. ليكون هذا العمل مصدر رزقه الوحيد الذي يتوافق مع ميوله.
وعلى الرغم من حب عمله والشغف الذي يمتلكه داخل، إلا أنه يواجه العديد من العراقيل والعقبات، مثل عدم توافر التجهيزات والمعدات الكافية. العقبة التي يحاول تجاوزها بالصبر وتكثيف العمل.
فراس نصر.. تصميم الملابس مع عوائق الكهرباء
لم يتمكن الشاب من شراء سوى ماكينة خياطة واحدة في ورشته الصغيرة داخل قريته. وحاول بإمكانيات ورأس مال بسيط التعامل مع الواقع وإنتاج تصاميم تناسب رغبات زبائنه. دون أن يتخلى عن استخدام القماش الجيد بينما يحاول قدر الإمكان أن تبقى الأسعار مناسبة.
“نصر” الذي يعتمد على جهده الخاص وموهبته أخذ يطور أدواته وخامات الفساتين رغم الغلاء الذي يختصر هوامش الربح. لكنه سعيد بالتسويق وزيادة الطلب ويضيف: «كل فستان أقدمه لطفلة يحمل عصارة التعب والتصميم. ومحبة عارمة لهذا العالم البريء لكنني كحرفيّ محاصر بغلاء الأقمشة وأجور النقل خاصة. عندما احتاح لإيصال طلبيات للسويداء أو دمشق وبالعكس».
كما لا يغيب التقنين الكهربائي عن قائمة العقبات، حيث يضطر الشاب إلى الالتزام بالعمل في أوقات وصل الكهرباء القليلة، معتبراً ان التقنين أحد أكبر مواجع المهنة التي يحبها.
نصر الذي ينهي عامه الخامس في مشروعه الصغير، يحاول قدر الإمكان تخفيض التكاليف ليتمكن من تقديم فستان جميل ومناسب لطفلة. يسعد بابتسامتها التي تشد عزمه للبحث عن تصاميم جديدة وقصات تجعل الصغيرات فراشات ملونة تنثر الجمال مع فساتينه الملونة. على حد تعبيره.