غوغل يحتفل بفنان سوري رحل قبل 3 عقود
أصابه اكتئاب في سبيل القضية و قضى محترقاً
سناك سوري – محمد العمر
يصادف يوم 20 كانون الثاني ذكرى ميلاد الفنان التشكيلي السوري الراحل لؤي كيالي، و لذكرى ميلاده وضع محرك البحث العالمي “غوغل” صورة “كيالي” على واجهته الرئيسية.
الرسام المولود في “حلب” عام 1934 أثارت ذكراه اهتمام الشركة العالمية لأن الإرث الفني الذي تركه اكتسب صفة العالمية بإبداعه و بساطته و احترافيته.
رغم أن “كيالي” كان في الثامنة عشر من عمره حين عرض عام 1952 أولى لوحاته في مدرسة التجهيز بحلب و لم يكن يعرف ماذا ينتظره في درب الفن إلا أنه لم يستطع النجاة من شغفه بالرسم.
و من حسن حظ الفن العالمي أن “كيالي” ترك كلية الحقوق بعد عامين من دراستها و تفرّغ للرسم.
وسافر “كيالي” إلى “إيطاليا” عام 1956في بعثة منحته إياها وزارة المعارف السورية لدراسة الرسم بأكاديمية الفنون الجميلة في “روما”، و هناك تعرّف العالم إلى إبداعه و موهبته و نالت لوحاته الجوائز في مهرجانات “إيطاليا”.
عام 1959 شهدت صالة “لافونتانيللا” في “إيطاليا” أول معرض ل”كيالي” إضافة إلى مشاركته عام 1960 في معرض “لابيناله” رفقة التشكيلي الكبير الراحل “فاتح المدرس”.
بعد عودته من إيطاليا متخرجاً من قسم الزخرفة في أكاديمية الفنون الجميلة مارس التدريس في “دمشق” في المدارس الثانوية و المعهد العالي للفنون الجميلة الذي تحول لاحقاً إلى كلية الفنون.
و أقام بعدها عدة معارض في صالات”إيطاليا” و “سوريا” حتى العام 1967 عام النكسة التي أصابت البلاد و أصابت “كيالي” الذي فرّغ تعبيره عن الألم و النكسة بمعرضه السابع الذي حمل عنوان “في سبيل القضية” و الذي دارَ به على أكثر من مدينة سورية لكنه تعرّض بعده لنقدٍ لم يحتمله و بلغ به ألمه أن مزّق معظم ما أنتجه في هذا المعرض، و رغم أن عنوان معرضه “في سبيل القضية” كان يقصد به القضية الفلسطينية إلا أن دراما أحداثه بعدها جعلت ما جرى في سبيل قضيته الفنية، فقد عانى “كيالي” منذ ذلك الحين لنوبات اكتئاب شديدة يخرج منها لفترات قصيرة ثم تعاوده.
و كأن الحزن الذي انطبع في وجوه الشخصيات التي تملأ رسوماته قد تلبّسه، فلوحاته كانت تفيض بوجوه البسطاء إذ أبدع “كيالي” في رسم البورتريه الذي يعكس وجوهاً للمهمشين و الفقراء إضافة إلى استغراقه في رسم مشاهد الطبيعة الصامتة.
عام 1978 بعد آخر رحلة له إلى “إيطاليا” عاد إلى “حلب” حيث انتهت قصة حياته بدراما تشبه مراحلها.
فقد شبّ حريق في منزله أودى بحياته و بقي موته غامضاً بين القائلين أن لفافة تبغ أشعلت الغرفة و بين القائلين أن اكتئابه أودى به إلى الانتحار.
لكن الوجه الهادئ الذي يحتفل به غوغل اليوم سيبقى واحد من أهم من مروا في مسيرة الفن التشكيلي السوري الذي لن ينسى اسم لؤي كيالي.
اقرأ أيضاً :هيشون… فنان سوري عانق العالمية وترك خلفه مدرسةً بالفنون التشكيلية