على وقع معاناة المواطن المعتر.. ضجيج مهرجانات الحكومة يعم البلاد
مئات آلاف الدولارات أخذها الفنانون معهم من سوريا… والدولار طالع طالع!
سناك سوري – دمشق
في نقلة نوعية (متل ما بيوصفوها عادة هني أنفسهم)، ينتقل المسؤولون من زيارة جرحى الحرب في المشافي، إلى الصفوف الأولى في أحد المهرجانات المحلية الكثيرة هذه الأيام، فيطربون ويصفقون، ألم نقل لكم إنها نقلة نوعية حقيقية.
في الحقيقة ليست مهرجانات الحكومة الوحيدة حالياً في البلاد، فهناك في كل منزل من منازل ذوي الدخل المحدود مهرجان يومي يبدأ بسؤال “كيف بدنا نظبطها”، وينتهي بعبارة “اتركوها على الله”، أي أن هناك العديد من المهرجانات هنا، بعضها للفرح والبعض الآخر للعوز والحاجة!.
كذلك فإن زيادة الراتب بحد ذاتها تعتبر مهرجانا وطنيا مستمراً، المشكلة أنها لم تجد حتى الآن من ينخ لأجلها في حلقات الدبكة سوى ذاك المواطن المسحوق، (ويلي على قد ما انسحق بطل حدا يقدر يفرق إذا كان عمينخ ولا من أصلوا هيك).
وإلى مهرجانات المكدوس والمؤونة والمدارس والمازوت، تلك مهرجانات يغيب عنها الحس الحكومي (وبيعمل حالو مو شايفها أصلاً)، فمن سيغريه أن يتصور مع مكدوسة؟!، أو كأس “فرش” من المازوت التازة!.
المهرجان الوحيد الذي كان سيدخل الفرح لقلب “أحلام” هو لو أن الحكومة منحت مبلغا ماديا لكل أسرة في هذه الظروف وهذا الشهر المآساوي، وتتساءل بحسها غير “المسؤول بالمرة”، لماذا يدفعون الكثير على هذه المهرجانات؟!.
حكومة الفقراء التي أعلنت مراراً وتكراراً أنها تحاول الحد من الاستيراد وتشجيع الصادرات لكبح النقص المتزايد في القطع الأجنبي في بلد يرزح الاقتصاد فيه تحت وطأة الحرب والعقوبات الغربية لم تجد ضرراً في تسهيل ودعم والتشجيع على استضافة فنانين كثر منهم “مايا دياب” و”جوزيف عطية” و”مروان خوري” و”ليال عبود” و “وليد توفيق” والراقصة أليسار”…إلخ ليحييوا ليالي المهرجانات الملاح مقابل آلاف الدولارات التي يحتاجها الاقتصاد الوطني داخل الأراضي السورية، لكنها “وأعني الحكومة” عجزت عن إيجاد الحل للواقع الاقتصادي السيء الذي يعيشه المواطن السوري.
هو في الحقيقة من الممكن أن الحكومة باتت تداوي أوجاع المواطن السوري بالرقص و”الفقش” والغناء، (اسمو استنفذت فرصها بوعود زيادة الراتب).
وحتى تلتفت الحكومة بطريقة عملية فعالة لمشاكل المواطن المعتر يلي ما بتهموا المهرجانات وإنما يهمه نتائجها على واقعه المعيشي، فإن الشعب السوري قاطبة يهديها أغنية “مروان خوري” “كل القصايد من حلا عينيك كتبتن وقلتن”.
وعلى سيرة الدولارات أنت كمواطن بسيط بعرف انو مصلحة الدولة يفوت الدولار عالبلد مو يطلع منها، وعلى الأقل اذا بدو يطلع منها يطلع على شي اقتصادي يعني تأمين احتياجات، مو يروح لجيوب الفنانين وبنفس الوقت تصرعونا بالتقشف، نحنا منحب الفن كمان ومنحب الفنانين بس الحكومة منعرف انو هلا الأولوية للتقشف وحماية الدولار بأرض الوطن ولا نحنا فهمانين غلط!؟
اقرأ أيضاً: على سيرة زيادة الراتب.. سوريون انخفضت مداخيلهم لأكثر من النصف