يوميات مواطن

ضميره الحي كلفه مخالفة تموينية بـ “25” ألف ليرة!

 سناك سوري – عمر حاج خميس

لم يكن يدرك العم “أبو ابراهيم” الرجل الحلبي أن ضميره الحي والتزامه مبدأ الربح القليل سيكلفانه دفع المبالغ المالية التي كانت مخصصة لأطفاله وأسرته، لصالح مراقبي التموين الذين وجدوا في إنسانيته وجبة دسمة لأطماعهم.

في حي الخالدية بحلب حيث تكلفة الأمبيرات تفوق مقدرة المواطن الحلبي على التحمل، قرر “أبو ابراهيم” بائع البوظ (الثلج) أن يرأف بحال جيرانه وسكان حيه فقام ببيع قالب “البوظ” بسعر 250 ليرة سورية رافضاً مجاراة زملائه من التجار برفع سعره إلى “500” ليرة، ما أفقدهم زبائنهم الذين توجهوا لشراء البوظ من العم أبو ابراهيم.

وكانت المفاجأة الصاعقة أن مراقبي التموين المكلفون بـ “حماية المستهلك” أتوا إلى الحي، بحثوا عن أبو ابراهيم لا ليشكروه بل ليحرروا له مخالفة بمبلغ 25 ألف ليرة بحجة رفعه السعر وعدم الإلتزام بالتسعيرة التموينية، يقول “أبو ابراهيم” لمراسل “سناك سوري”:«دفعت مخالفتي راضياً بانتظار أن يخالفوا باقي البائعين الذين يبيعون بضعفي سعري، لكن هذا مالم يحدث فقد كنت المعني الوحيد بالمخالفة وكأن أحدهم دلّ علي، سامحهم الله».

يضيف أبو ابراهيم:«أعمل لأعيش شأني شأن كل سكان الحي، ولم أشأ أن أكلفهم نقوداً إضافية كنت مقتنعاً بما أفعل ولا زلت، فالحر شديد جداً والفقراء لا يملكون ثمن اشتراك الأمبير».

بائعو قوالب “البوظ” ينتشرون بكثافة في مدينة حلب التي تعاني من انقطاع طويل للكهرباء النظامية، مايجعل قوالب البوظ الحل الأمثل لمحاربة الحر الشديد في ظل ارتفاع تكلفة اشتراكات الأمبيرات.

يذكر أن العم “أبو ابراهيم” من البائعين الذين يحظون باحترام أهالي الحي وهو معروف لدى الكثيرين في حلب بأخلاقه ورحمته في التعامل مع الزبائن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى