سيدات يروينّ تجاربهنّ في العمل كمعتمدات لبيع الخبز
سيدات يسابقن الفجر في عمل دخله مقبول في حال زيادة الكميات
عند الخامسة تنطلق “ريما ح” إلى الفرن المجاور لمنزلها في مدينة “السويداء”، لتحصل على 90 ربطة خبز، هي قيمة اعتمادها، مثلها مثل “نهال ح” التي أضافت الخبز لمتجرها المختص بالألبان والأجبان و”مروة” 22 عاماً التي تبيع الخبز من منزلها في قرية “ام رواق”.
سناك سوري-رهان حبيب
اختيار العمل كمعتمدات لبيع الخبز، يتبع لتحسين الدخل كما أخبرتنا “ريما ح” 44 عاماً والتي تدير محلاً تجارياً صغيراً في منزل أهلها لتكسب عيشها بعد أن فقدت الأمل بالحصول على وظيفة حكومية.
تضيف “ريما” لـ”سناك سوري”: «حاولت جاهدة الحصول على وظيفة دون فائدة، أتقن الخياطة وألبي طلبات الطبخ، لكن الاعتماد يعود بدخل يومي مقبول لكن الأمر لا يخلو من الصعوبة والتعب».
بالنسبة لها التعب يبدأ عندما تذهب إلى الفرن المجاور لتنقل 90 ربطة خبز، بالتتابع إلى دكانها، تضيف: «الجهد العضلي والتعامل مع الزبائن ممن لا تكفيهم كميات الخبز وفق البطاقة قصة أخرى، وكثيراً ما يملأ قلبي الحزن والغضب لكن لا مفر فأنا بحاجة العمل، ما يسليني أنني لست وحيدة مثلي نساء كثيرات ليس أمامنا إلى العمل لنكسب لقمة عيشنا».
طالبت “ريما” بالزيادة ومثلها “نهال ح”52 عاماً التي حصلت على ترخيص وهي صاحبة محل تجاري في حي سكني بالسويداء، تستيقظ عند الخامسة بانتظار الخبز، يعاونها ابنها عندما لا تتوفر سيارة لنقل 120 ربطة خبز على دفعتين أو ثلاثة، وفي الغالب تجد الزبائن على باب المحل بانتظار الخبز لكنها لا تتأفف، وتجد أن لديها الصبر على التعامل مع كل من يدخل دكانها كما تخبرنا.
اقرأ أيضاً: سيدات يكسرنّ النمطية ويخضنّ عالم رفع الأثقال
تقول “نهال” لسناك سوري: «منذ شهر آذار الفائت بدأت بهذا العمل إلى جانب تحضير الألبان والأجبان في دكاني بعمل يشغل فترة الصباح والظهيرة، لكن مهنة المعتمدة بالنسبة لي ليست صعبة وتعودت عليها، لو أنني أحصل على مخصصات إضافية يوم الخميس كي لا أرد زبائني دون الحصول على كمية كافية لهم فالكميات غير كافية وعائلات كثيرة لا يكفيها المخصص طالبتُ كثيرا ولم نحصل على كميات جديدة».
“مروة” 22عاما في قرية بعيدة تسمى “أم رواق”، رغبت بمساعدة زوجها الذي حصل على اعتماد للخبز وحصلت على ترخيص وباشرت العمل منذ عدة أشهر بتوزيع 200 ربطة لخمسة أيام بالأسبوع، أخبرتنا أن هذه الكمية قليلة لكنها تحاول تلبية طلب العائلات وفق الممكن فإرضاء ربات المنازل صعب لأن الكميات قليلة وهي تشعر بشعورهن فهذا طعام أولادهم ومادتهم الأساسية.
تضيف “مروة”: «أنا أم لولد وبنت، زوجي ينتقل إلى قرية “دوما” صباحا لجلب الخبز ومع وصوله، نبدأ بالتوزيع بمكانين لمساعدة الأهالي في الحصول على حصتهم اليومية، أمرر البطاقات على الجهاز ففي هذه القرية كلنا نعرف بعضنا والعلاقة الاجتماعية تفرض التعامل الجيد لكنني أقدر غضب أب وأم لم يتمكنا من الحصول على أرغفة كافية لطعام أولادهم».
وتابعت: «من جهة أخرى فأنا كأم أحاول توزيع كامل الكمية قبل أو بعد القيام بواجبات أولادي الصباحية، لأننا وزوجي نعمل لنؤمن لهم حياة أفضل أو على الأقل حياة مسقرة لذلك أحرص أن يكون وقت العمل أقصر، كي لا أنشغل عنهم كثيراً في عمل ربحه المادي محدود لكنه أفضل من دونه وقد لا يزيد عن خمسة آلاف ليرة بعد أجور النقل لكنها تسند العائلة في تأمين بعض المتطلبات».
اقرأ أيضاً: سوريا: لأول مرة نساء يعملن قارئات لعدادات الكهرباء..وهذا ماحصل معهن