أخر الأخبارالرئيسيةحرية التعتير

سوريّون خرجوا على وقعِ المعارك وعادوا تحت وطأة العدوان .. عائدون يلجؤون لبلادهم

أعدادهم تجاوزت 200 ألف شخص .. كيف استقبلت سوريا العائدين من لبنان؟

وصل عدد العائدين السوريين من “لبنان” منذ بداية التصعيد الإسرائيلي أواخر أيلول الماضي إلى أكثر من 233 ألف شخص حتى يوم أمس الأحد.

سناك سوري _ دمشق

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن مصدر لم تسمه في “الهجرة والجوازات” أن الحصيلة غير نهائية مع استمرار توافد العائدين السوريين والنازحين اللبنانيين حيث دخل أمس الأحد 3651 وافداً لبنانياً و5317 عائداً سورياً.

تجهيز مراكز إيواء للوافدين من لبنان

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على “لبنان” الشهر الماضي والذي دفع مئات الآلاف من السوريين واللبنانيين للتوجه نحو الحدود السورية. بدأت الحكومة السورية اتخاذ إجراءاتها لتسهيل دخول الوافدين بدايةً وتجهيز مراكز إيواء لاستقبالهم وتأمين إقامتهم.

وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل “سمر السباعي” أن الوزارة مع الشركاء على تجهيز مراكز استضافة في المحافظات التي تستقبل الوافدين من “لبنان”. ورفدتها بكامل الاحتياجات اللوجستية والإغاثية اللازمة. مضيفةً أن المراكز المجهزة توزعت على محافظات “حمص” و”طرطوس” و”اللاذقية” و”دمشق” و”ريف دمشق”.

كما أن محافظة “حماة” أعلنت عن تخصيص مركز الصم والبكم ومدرستي “إبراهيم عبود” و”يحيى عمر فرجي” كمراكز إيواء لاستقبال الوافدين من “لبنان”.

بدوره أعلن “الهلال الأحمر السوري” عبر صفحته الرسمية. تجهيز 5 مراكز إيواء في “حمص” و”ريف دمشق” و”حماة” تضم 230 عائلة إضافة إلى نقل 1383 عائلة من “حماة” إلى “الرقة”. فضلاً عن توزيع مواد إغاثية وغذائية وتقديم خدمات صحية مختلفة.

وقد رصد سناك سوري تواجد مئات العائلات السورية العائدة من “لبنان” في مراكز إيواء “ريف دمشق” خصوصاً “حرجلة”، وكذلك في “اللاذقية وطرطوس وحماة”.

وكان لافتاً في مراكز الإيواء أيضاً وجود عدد كبير من العائلات السورية التي تكون فيها الزوجة لبنانية أو العائلات السورية التي تكون فيها الزوجة سورية.

وبينما فتحت مراكز الإيواء أبوابها للقادمين سوريين ولبنانيين. فقد تنوّعت وجهات الوافدين ولم تقتصر على تلك المراكز، حيث قصد البعض منازل أقاربهم أو أصدقائهم وفضّل آخرون استئجار منزل مؤقت بانتظار ما ستؤول إليه الأيام.

سوريون هجّرتهم حرب وأعادتهم حرب

خلال سنوات الحرب في “سوريا” وجد مئات الآلاف من السوريين في “لبنان” ملاذاً آمناً يأمنون فيه ويلات المعارك بالحدّ الأدنى. رغم ما عانوه من قسوة الظروف والفقر والحياة في المخيمات.

لكن قدر الحرب لاحقهم إلى هناك مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية التي تحوّلت إلى حربٍ شاملة تضرب مختلف المناطق بما فيها “بيروت”. وتستهدف المدنيين بشكل متعمّد حتى وصل بها الأمر إلى قصف الطريق الواصل بين الحدود اللبنانية والسورية عند نقطة “المصنع – جديدة يابوس” لإعاقة عبور النازحين.

وبينما خرج السوريون من بلادهم بحرب فقد عادوا إليها بحربٍ أخرى. حيث توزّعوا على مختلف المحافظات، في وقتٍ خصّصت فيه الحكومة مراكز إيواء قدّمت فيها خدمات طبية وإغاثية، بينما عادت أعداد أخرى من السوريين إلى مناطقها سواءً في “الحسكة” و”الرقة” أو في مناطق “إدلب” وريف “حلب”. وتمّت إجراءات عبورهم بتسهيلات واضحة دون عراقيل أو أي نوع من التدقيق يعيق وصولهم إلى وجهتهم.

في حين تحدّثت تقارير إعلامية عن معاناة للعائدين السوريين من “لبنان” نحو مناطق ريف “حلب”، حيث علقوا لأيام عند معبر “عون الدادات” الفاصل بين مناطق سيطرة “قسد” في “منبج” ومناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” في “جرابلس”. جراء تشديد الإجراءات من فصيل “الشرطة العسكرية” ومنع دخول العائدين دون حصولهم على موافقة منه تستغرق عدة أيام لإصدارها.

عاد السوريون إلى بلادهم رغم مأساوية الظرف الذي دفعهم لهذه العودة، لكنهم وعلى اختلاف انتماءاتهم والمناطق التي ينحدرون منها وجدوا أنفسهم معاً في محنة الحرب مجدداً يسلكون طريق العودة إلى بلادهم التي لا تمرّ بظرف مثالي بطبيعة الحال بعد 13 عاماً من الحرب. لكنها فتحت أبوابها في محاولة لاحتضان أبنائها الغائبين وتقديم ما بوسعها لمساعدتهم في هذا الظرف الاستثنائي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى