الرئيسيةشباب ومجتمعيوميات مواطن

سوريا: مواطنون يشكلون دوريات لحماية محاصيلهم من العصابات (حتى التفاح عم ينسرق)!

دوريات ومحارس ليلية… وإلا بتفيق الصبح ما بتلاقي ولا تفاحة عالشجرة

سناك سوري – رهان حبيب

لم يجد “وليد الصفدي” وأبناء قريته خياراً آخر لحماية محاصيل التفاح من اللصوص وعصابات السرقة سوى أن يشكلوا وحدات حماية ذاتية تسهر على أمان البساتين الواقع في محيط القرية.

هذه الوحدات أو المجموعات تمكنت من وضع حد للسرقات والعصابات التي لو ترك لها المجال لماكانت تركت “تفاحة واحدة”، يقول “الصفدي”  لـ سناك سوري: «تعرض المزارعون في جبل “عرمان” لسرقات متفرقة للمحاصيل أخطرها تلك التي تكثر في موسم جني التفاح، حيث يكثر اللصوص الذين امتلكوا خبرة تطورت خلال سنوات الفوضى ليسرقوا البساتين في الليل وينطلقون لبيعها صباحاً في سوق “الحسبة” في المدينة».

يضيف “الصفدي” وهو آدمن صفحة “عرمان بنت الجبل”: «في مرات كثيرة لم يلاحظ أصحاب البساتين عملية السرقة إلا من خلال آثار أقدام اللصوص في الحقل، والتي وشت بتكرار السرقة لمحصول غال الثمن ينفق عليه مبالغ طائلة ليصل لمرحلة الجني».
البساتين التي انتشرت في جبل “عرمان” المحاذي للقرية وهو من أكثر المشاريع غزراة بإنتاج التفاح بعد منطقة ظهر الجبل، تمتد على مساحة 6000 دونم مشجرة، اعتبرت مقصد اللصوص في سنوات سابقة، ومع غياب الأمن باتت المراقبة الفردية محفوفة بالمخاطر وحصل في قرى مجاورة حالات إطلاق نار وحوادث أودت بأصحابها، وكانت البداية من إعلام القرى المجاورة بمبادرة الأهالي لحماية بساتينهم من قبل شباب القرية.

مقالات ذات صلة

اقرأ أيضاً: جديد تفاح السويداء: المزارع يزرع ولا يأكل .. والفقير يشم ولا يشتري

يقول “ناهي خويص” رئيس الجمعية الفلاحية لـ سناك سوري: «تجنبا للمخاطر اخترنا العمل الجماعي لنشكل بمشاركة كافة فعاليات القرية مجموعة تقوم بمهمة الحماية للبساتين خلال فترة نضج التفاح ولحين قطافه التي تمتد من الخامس عشر من شهر أيلول وحتى الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني، يتواجد الشباب خلال الفترة على شكل مجموعات والقيام بجولات للإحاطة بالمنطقة ومتابعة أي حالة غريبة والإعلام عنها والتصدي لها».
يشير “خويص” أن الفكرة التي طبقت في “عرمان” بشكل تطوعي أهلي لم يشأ أصحاب المشاريع والفعاليات في القرية أن تكون اعتباطية وغير منظمة وتم توقيع عقود نظامية، لضمان التزام المجموعات وخصص لكل دونم مبلغ لا يتجاوز 500 ليرة للدونم الواحد، جمعت كمكافأة للمجموعة التي تكفلت بالمهمة ويقول: «إلتزم عدد كبير من المنتجين بالتسديد، مع العلم أن المجموعات عملت لأوقات طويلة وكانت الحماية متواصلة على مدار الأربع والعشرين ساعة».
التجربة الأولى على مستوى المحافظة كللت بالنجاح ويعد الأهالي لتكرارها في مواسم قادمة، لكن المؤسف أن التجربة نتجت عن غياب حالة الأمان والاطمئنان التي فرضت هذا الإجراء في قرى ريفية تعود أهلها قبل الحرب ترك أبواب منازلهم مفتوحة، ولم يكن للأقفال والسلاح والمراقبة أي معنى، اليوم اختلفت الصورة وبات ناطور الكرم مطلوب والحارس المسلح عنوان الأمان وتحولت الصور الغريبة إلى مألوفة.

اقرأ أيضاً: سوريا: عروسان يشترطان على المعازيم عدم إطلاق النار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى