سوريا: معلم أخفى معدات المدرسة ووثائقها كي لا تتلفها الحرب
سناك سوري يقدم لكم قصص لمعلمين تركوا بصمة في مسيرتهم وتحولوا إلى مضرب مثل
سناك سوري – عبد العظيم العبد الله
بعيداً في أقصى الشمال الشرقي لسوريا كان المُعلم “أحمد الخضر” يحاول جمع ما استطاع من وثائق ومعدات مدرسية لكي يبعدها عن دمار الحرب في أعوامها الأولى معرضاً نفسه لخطر الموت لكي يحمي العلم والمعرفة في قريته “إدريسيات الخريجة” قضاء “القامشلي”.
المدرس السوري أنقذ ما استطاعه من مدرسته قبل أن يدخلها المسلحون حينها، حيث قام بإخفاء الوثائق في مكان خارج القرية، ومن ثم عمل مع بعض الخريجين الجامعيين في القرية على متابعة العملية التعليمية سراً وقام بتدريس الطلبة المناهج الرسمية السورية في الخفاء بشهادة أهالي القرية الذين يكنون له كل احترام وقد تحولت أعماله إلى قصة تروى.
يقول المُعلم “الخضر” في حديثه مع سناك سوري: «بعد خروج المسلحين أعدتُ كل ما أخفيته، وقمت مع الطلبة بزراعة الأشجار».
المعلم المؤمن بمهنته يعمل حتى الآن وبجهود شخصية على ملئ خزان المدرسة يومياً بالمياه التي ينقلها من منزله لكي يؤمن ماء الشرب للطلبة.
حمد العبد… العيد الحقيقي هو تعليم التلاميذ
في القامشلي أيضاً يشتهر المدرس “حمد العبد” الذي يتسابق الأهالي لوضع تلاميذهم في الشعبة التي يدرس فيها، نظراً لعلاقته مع الطلبة والأنشطة التي يقدمها لهم، يقول في حديثه مع سناك سوري إنه يعتبر المدرسة بيته الثاني قولاً وفعلاً.
قام “العبد” بتزيين المدرسة وطلائها وفعّل الأنشطة الفنية والترفيهية فيها على مدار العام، كما أنه علم التلاميذ كيفية جمع مخلفات البيئة لاستخدامها كوسائل إيضاح وإعادة تدوير الأشياء.
نفذ مع التلاميذ أيضاً عدة حملات تطوعية، حيث يقول: «أبدأ من نفسي وأتعاون مع زملائي، وكل عطلة أخصص وقتاً لتنظيم وترتيب المدرسة لتكون أكثر راحة للتلاميذ». ابن مدينة القامشلي عندما احتاجت المدرسة أن يكون “عامل سنكري” شمر عن زنوده وعمل على إصلاح مشكلة الصرف الصحي التي تعرضت لها المدرسة.
وعن هديته في عيد المعلم قال:«هديتي في عيد المعلم أن التلاميذ يتسابقون للتسجيل في الشعبة التي أدرَِس فيها، هذا أكبر تقدير لي ولما أقوم به، والعيد الحقيقي هو تعليم التلاميذ».
زيبور خور أوغان: عادت من إيطاليا لأجل تلاميذها
أمضت “زيبور خور أوغان” قرابة 50 عاماً في التدريس، ولم تستطع التوقف عن دورها كمعلمة حتى يومنا هذا، وقد عادت من إيطاليا إلى سوريا لأنها اشتاقت للتعليم ولتلاميذها ولتكمل المسيرة معهم.
اشتهرت المعلمة “أوغان” بأن دورها يمتد إلى خارج الشعب الصفية، حيث تلاحق التلاميذ إلى مدارسهم، تزور المرضى منهم، تتفقد الغائبين، تقوي علاقاتهم في ما بينهم، تقوم برحلات ترفيهية ومعرفية.
تقول في حديثها مع سناك سوري إن اهتمامي بالتلاميذ وفهمي لشخصيتهم جعلني أكثر قدرة على إيصال المعلومات لهم، وقربهم مني ومن المدرسة.
اسمهان الشبلي.. كورال الحسكة
يشبه أهالي مدينة الحسكة المعلمة “أسمهان الشبلي” بأنها كورال مدينة الحسكة نظراً لكونها كلما انتقلت إلى مدرسة شكلت فرقة كورال فيها.
وعلى الرغم من الجهد المضني الذي يتطلبه تأسيس الكورال إلا أن المعلمة “الشبلي” كانت تصر على جمع التلاميذ وتدريبهم وتعليمهم الغناء والعزف على مختلف الآلات، حتى أنها كانت على مدار سنوات طويلة تؤسس كورالاً كل عام.
هذا الكورال كان يشارك في إحياء مناسبات مختلفة في محافظة الحسكة على مدى سنوات، تقول “الشبلي” لـ سناك سوري:«هذا الإنجاز هو هديتي لمحافظتي في عيد المعلم».
“إيمان خلف” المعلمة والمحفزة على القراءة
استطاعت المدرسة “إيمان خلف” في بلدة رأس العين شمال الحسكة أن تبني علاقة بين التلاميذ والقراءة والمطالعة من خلال حرصها على تأسيس مكتبة مشهود لها.
مشروع المعلمة “إيمان” بدأ عندما عينت مديرة لمدرسة بنات فباشرت فوراً بتفعيل المكتبة، وقدمت لها 40 كتاباً كهدية من مكتبها الخاصة، تقول “خلف لـ سناك سوري:«فعلت ذلك حتى يكون اجتماعنا فيها على العلم والمطالعة، وفي عيد المعلم نعزز حبنا لذلك المكان، ونعزز حبنا لبعضنا».
شاركت “خلف” مع الطالبات في عدة مسابقات أدبية وفنية على مستوى مدارس المنطقة، ودعماً لهم افتتحتُ مكتبة للقراءة خارج المدرسة أيضاً،
لم تنته القائمة، ولن تنته في عدد من الصفحات، لكنها نماذج جميلة من معلمي مدارس الحسكة، سلط سناك سوري الضوء عليهم، لتكون هديتهم في عيدهم الذي يصادف 21 من آذار.
اقرأ أيضاً: سوريا: سيدة نالت شهادة قيادة بالسبعين وتدور الأقمشة بالثمانين