سوريا.. عائلة تعيش في كهف لعدم القدرة على بناء منزل
سعيد صيوح: ارتفاع أسعار الاسمنت جعلني عاجزاً عن البناء وأتمنى الحصول على مشروع صغير يساعدني لتحسين وضعي
سناك سوري – خاص
منذ مايقارب أربعة أعوام بدأ “سعيد صيوح” من أهالي قرية “خربة القبو” التابعة لمنطقة “القدموس” بمحافظة “طرطوس”، نحت الصخرة المجاورة للغرفة الوحيدة التي يملكها كمنزل له بالقرية، ليحولها لغرفة أخرى تأوي أسرته المؤلفة من أربعة أطفال وأمهم بعد أن ضاقت الغرفة عليهم ولامجال لديه أبداً لبناء غرفة أخرى بظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها.
يقول “صيوح” في حديثه مع سناك سوري: «منذ 12 عاماً تزوجت وسكنت بهذه الغرفة التي تبعد عن منزل أهلي 300 مترا وكانت لدي فكرة لتجميع مبلغ كل فترة من عملي السابق في مزرعة خاصة وبناء غرفة أخرى بجانبها، لكن طلبت للاحتياط وبدأت أوضاعي المعيشية تسوء في ظل ارتفاع الأسعار وكنت قبل فترة أعمل إلى جانب راتبي وأتمكن من خلال العمل أثناء الإجازات تأمين مبلغ إضافي يسد جزءاً آخر من احتياجات الأسرة، لكني تعرضت لحادث أثناء خدمتي وأصبت بكسور، وأصبحت غير قادر على القيام بأي عمل حالياً علماً أنني مازلت بمرحلة النقاهة أيضاً».
لا مجال لحصول “صيوح” على مساعدة من أي شخص من أفراد أسرته، فإخوته بنفس المستوى المعيشي ووالديه عاجزان أحدهما على كرسي متحرك و الآخر يستخدم الووكر للتنقل، موضحاً أنه لو كان يحصل على سلة غذائية فقط كان يمكن أن تسد أيضاً جزءاً من حاجات العائلة.
اقرأ أيضاً: أم صالح.. تبيع دور جرة الغاز بـ2000 ليرة لتؤمن خبز أطفالها
يفتخر “صيوح” بأطفاله الذين يحصلون على مراتب متقدمة في دراستهم بمدرسة القرية، وهم بالصفوف الأول والثاني الابتدائي وفي الصف السابع والأصغر بالروضة، لافتاً إلى أن ابنته الكبرى توصل له أحاديث يتناقلها رفاقها بالمدرسة حيث تتعرض للتنمر من قبلهم ومنهم من يقول لها :«اسكتي انتو عايشين بكهف».
طعام الأسرة يعتمد على مايتوفر في المنزل فلديهم بضع دجاجات يأكلون بيضها، إضافة للزيتون والزيت والخبز الذي تحصل عليه الأسرة بالدين من عند السمان بالقرية، مضيفاً بأن راتبه الذي يقبضه عند كل أول شهر يخصصه لإيفاء الديون ويعود للاستجرار من جديد بالدين.
لا تتوفر في الكهف أدنى مقومات الحياة ومع اقتراب الشتاء يخشى “صيوح” أن تزداد المعاناة، ويؤكد أن ارتفاع أسعار مستلزمات البناء قضى على كل أحلامه وآماله حتى لشراء عدد من حجارة الاسمنت لإنشاء مايشبه الغرفة الصغيرة، لذلك فهو مستمر بنحت الكهف الذي مازال يحتاج الكثير من العمل.
لا كهرباء ولا ماء في المنزل الكهف حسب “صيوح”، مضيفا أنه يمد سلكاً من ساعة منزل أهله ولكنه لايكفي لتشغيل أي آلة كهربائية حتى أنه كان يملك غسالة عادية لكنها احترقت بسبب الكهرباء ولم يصلحها، علماً أنه راجع شركة الكهرباء ودفع ثمن الساعة الكهربائية لكنهم طلبوا منه ثمن العمود والذي يصل إلى 180 ألف ليرة سورية، لذلك تراجع عن الفكرة، موضحاً أن زوجته تغسل على يديها وتستعمل النار للطبخ والغسيل أيضاً كما يقوم أفراد العائلة بنقل المياه من نبع القرية الذي يبعد عنهم حوالي كيلو مترا، ويحتاجون مايقارب برميل يومياً أما بأيام الغسيل ينقلون برميلين حيث يختارون الصباح الباكر وقبل المغيب لنقل المياه.
لا يملك الرجل هاتفاً يمكنه من رؤية المنشور وما يتناقله الناس عنه خلال أحاديثهم عبر فيسبوك اليوم، لكنه يأمل أن يحظى بفرصة الحصول على مشروع صغير يتمكن من خلاله أن يؤمن جزءاً من مصاريف العائلة، التي بدأت تكبر وتزداد احتياجاتها خاصة التعليمية للأطفال المتفوقين والمتميزين بدراستهم، وقد يكون حسب تعبيره مجموعة أغنام يربيها ويعيش من وراءها.
اقرأ أيضاً: سوريا.. أم تبحث عبر الانترنت عن عمل لطفلها بعمر 12 عاماً