سوريا… طبيبان يتطوعان لحماية الخيول الأصيلة والحفاظ عليها
الخيول في الجزيرة السورية… باقية رغم الحرب
سناك سوري – عبد العظيم عبدالله
يواجه مربو الخيول العربية الأصيلة في محافظة “الحسكة” عدداً من التحديات التي أفرزتها الحرب لكنهم مازالوا يحافظون على هذه التربية باعتبارها ثروة حقيقية لايمكن لهم التنازل عنها مهما بلغت الصعاب.
يقول الدكتور “عبدالله الرجا” رئيس دائرة الخيول بـ “الحسكة” في حديثه مع سناك سوري :«إن عدد الخيول المسجلة دولياً 3817 خيلاً، و عدد الخيل الوطني 2715 خيلاً، ويحافظ الأهالي على خيولهم رغم الحرب ورغم التحديات التي تواجههم، و أبرزها ارتفاع سعر العلف حيث ارتفع سعر كيلو النخالة من 45 ليرة سورية عن الكيلو الواحد إلى 130 ليرة، والشعير ارتفع من 100 ليرة إلى 1800 ليرة، إضافة لارتفاع أسعار الأدوية واللقاحات والتنقل من مناطقهم المختلفة للوصول إلى “القامشلي” أو “الحسكة” للحصول على العلف، كلّها مصاريف إضافية علماً أنه قبل الحرب في كل منطقة وبلدة كان يوجد مركز لتويع العلف، أما الآن محصورة بمناطق “الحسكة” و”القامشلي” و”القحطانية”».
في المقابل برزت في الجزيرة السورية جهود تطوعية للحفاظ على الخيول العربية الأصيلة ومنها ماقام به الزوجان الطبيبان البيطريان”غاندي حواس شيخو” و “ليندا محمد خير النجاري” من أهالي بلدة “الدرباسية”.
اقرأ أيضاً:سوريون نجحوا في الحفاظ على إرث وطني في ريفي إدلب وحلب؟ (صور+فيديو)
يوضح الطبيب البيطري”شيخو” المهتم بالخيول منذ مراحل دراسته قصة تعلقه بها فيقول:«رافقت خلال دراستي الأكاديمية المدرسين في الجامعة خلال رحلات علاجهم للخيول العربية واكتسبت منهم خبرة كبيرة اجتهدت بعد التخرج لتطويرها كوني الوحيد المتخصص بهذا المجال في المنطقة مع زوجتي وكانت أولى مراحل العمل بشراء جهاز ايكو حديث لفحص الجهاز التناسلي و مشاكله»، مشيراً إلى أن اللجان المعنية بالخيول العربية تأتي من “دمشق” حتى تاريخه، لتأخذ عينات لتحديد نسل الخيل من الأب والأم وهذا الأمر يحافظ على نسل خيول العربية الأصيلة التي يتم وشمها.
معاناة كبيرة ظهرت أثناء وبعد الحرب بوجه مربي الخيول يقول عنها “شيخو” :« كلفة إرسال العينات إلى “ألمانيا” أصبحت مرتفعة حيث كانت تكلف 25 ألف ليرة سورية قبل الحرب وهي اليوم تكلف 100 ألف ليرة سورية»، مشيراً إلى أنه يولد في “الحسكة” سنوياً بين 600 و800 مهر.
ترافق الزوجان في مشوار علاج الخيول العربية الأصيلة والتعرف على تفاصيل تربيتها والاهتمام بها حيث تقول الزوجة “النجاري”:«تواجدنا كفريق طبي في كل مهرجانات الخيل التي نظمت في الجزيرة ولدينا خبرة بالسلالات العربية الأصيلة والخيول الوطنية، كما أننا نقدم الهدايا للمربين خلال المهرجانات ومسابقات الخيل التي تقام في الجزيرة تشجيعاً لهم ».
وتضيف:«خصصنا عيادة متنقلة فيها ما يلزم لتشخيص وعلاج الخيل وجميع الاستشارات الطبية، ونسافر معاً لمناطق بعيدة منها “المالكية” و “تل حميس” وحتى “الشدادي” و”الرقة” و”الحسكة”، نقدم استشارات مجانية وفحص إيكو بسعر رمزي أما الأدوية بسعر الشراء من المستودعات».
اقرا أيضاً:“كحيلات العرموشة” و”الهدب” ليست للبيع