سوريا.. رفيدة تنجح بالثانوية مع ابنها داني ويخططان للمستقبل
"رفيدة كيوان": ساعدنا زوجي وأعتبر أنه مشروع نجاح دعمته العائلة
سناك سوري – رهان حبيب
ليست المرة الأولى التي تعود فيها “رفيدة كيوان” إلى مقاعد الدراسة، فقد حصلت على الشهادة الإعدادية سابقاً، ونالت الثانوية في الدورة التكميلية لهذا العام مع ابنها بعزم كبير لتدعمه ويدعمها.
السيدة تفاجأت بابنها يخبرها أنه سينتقل من الثانوية المهنية إلى الفرع الأدبي وكان لديها خوف كبير من التجربة وردت عليه بعفوية وسرعة أنها قررت التقدم للامتحان معه، وتضيف في حديثها مع سناك سوري: «كان ردي سريعاً لكنه حقيقي بفعل الخوف على مستقبل ابني وخياري أن أكون معه قرار شعرت بفائدته ونحن نتشارك ساعات الدراسة وتقديم الأوراق والالتزام بكل ما يفرضه القرار في تجربة امتدت عاما كاملا شجعني به “داني” على خوض التجربة، وأنه واثق من نجاحي مئة بالمئة».
بدأت الأم وابنها بالاطلاع على الكتب وتنظيم ساعات الدراسة لكنها أيضاً لم تعفِ نفسها من الالتزامات المنزلية، لتحدد ساعات القراءة اليومية، التي حرصت على القيام بها رغم صعوبات كثيرة يعيشها كل السوريين حيث تتابع المنزل والأولاد “داني” وأخوه و الدراسة لحلم روادها بعد أن نجحت بالشهادة الإعدادية عام 1996 وكانت قد انقطعت عن الدراسة بداية الصف التاسع.
اقرأ أيضاً: تهاني الزيلع.. تربي بقرتها تدرس مع ابنها والأولى على دفعتها
وتضيف :«تزوجت بعمر مبكر وبدأت مسؤولية المنزل والعمل وكنت في كل مرة التقي رفيقاتي أتحسر لأنني تركت الدراسة إلى أن اتخذت قراري بالعودة، وحصلت على شهادة التعليم الأساسي لكن للنجاح بالشهادة الثانوية وقع آخر لأني تقاسمت الفرحة مع ابني الذي تشاركت معه الحلم».
الابن ووالدته سجلا للدراسة وحصلا على البطاقة الامتحانية وتشاركا الأفكار والمعلومات، حسب حديث الأم، مشيرة إلى أن ابنها “داني” ساعدها بدراسة مادتي اللغتين الإنكليزية والعربية وحفزها لتدرس بطريقته.
شعور من الفرح والغبطة رافق الأم الطالبة خلال العام رغم الخوف، حسب تعبيرها لأنها شعرت باهتمامه وأنها قريبة منه أكثر تضيف لـ”سناك سوري”: «نجاحه كان غايتي وهمي إلى جانب نجاحي».
“كيوان” وهي من مواليد ١٩٧٣ قرية “سهوة الخضر” تسكن مع زوجها مدينة “السويداء”، عملت في عيادة طبيب أسنان وحرصت على دعم زوجها الذي حصل على شهادة الثانوية الفرع العلمي، لكن الظروف لم تكن مناسبة للدارسة وقدم لزوجته وابنه كل ما استطاع ليكملا الحلم وفي أوقات الامتحان مشرفاً على إيصالهم وانتظارهم للنهاية فالنجاح مشروع تشاركوا عليه جميعا كما أخبرتنا أنها تأثرت باهتمامه وايقاظه لهم لمتابعة الدراسة وتشجيعهم.
اقرأ أيضاً: مروة العشعوش… الحياة لا تقف عند عينين فاقدتين للبصر
التجربة التي خاضتها السيدة وابنها كانت نتائجها مرضية، تضيف: «ابني أشطر مني أكمل بمادة واحدة، أنا كسلانة أكملت 3 مواد وعلاماتي بالدورة الأولى باللغة العربية 179 وفي الثانية 310 والإنكليزي 150 والثانية 182 وجغرافيا 96 وبالدورة ثانية 168 كنا نضحك كثيراً من المقارنة من أشطر ومن تراجع وكل أملي أن يكون أشطر مني، علماً أن مجموعي كان 1442 ومجموع علامات ابني 1656».
“داني الزاعور” الذي فرح بمشاركة والدته الدراسة والامتحان، أخبرنا أنه عام مميز رغم التعب وأضاف: «لم يخطر في ذهني يوما أن أتقدم للامتحان مع والدتي أو أن نمضي هذه الأوقات معا نتناقش ونتساعد هي تقتنع أني شجعتها لكن أثق أنها كانت سبباً لنجاحي بكل ما قدمته من محبة واهتمام».
طموح السيدة ورغبتها بالعلم والمعرفة لم يتوقف، فهي تستعد للدخول إلى الجامعة في أي فرع يناسب علاماتها مع أنها تميل لعلم الاجتماع وتعلق آمالاً على أن يحقق ابنها طموحه بالدراسة كما يتمنى.
اليوم ومع بداية العام الدراسي نأمل أن تكون قصة “رفيدة” وابنها “داني” نموذجاً للتحدي الواجب على كل طالب مواجهته للوصول إلى حلم النجاح وتجاوز أي عقبات مهما بلغت.
اقرأ أيضاً: “حنين الجباعي” الناجية من مجزرة “داعش” تحقق النجاح في الثانوية