رسائل الذكية تُنتظر أكثر من 75 يوم… وسوريون يفضّلون الببور عليها
الحطب والسخان وبابور الكاز… أدوات بدائية عاد السوريون إليها بسبب تأخر رسائل الذكية
سناك سوري – مراسلون
آمال كثيرة علقها المواطنون على رسائل البطاقة الذكية متوقعين أن تحمل من اسمها النصيب الكبير في إيصال مخصصاتهم من السكر والرز و الغاز والمازوت دون عناء وفقاً لما وعدتهم به الجهات القائمة على هذا العمل، لكن يبدو أن الواقع مازال حتى اليوم يعكس سوء التطبيق فالرسائل لم تحل معاناة المواطنين بل زادتها وعقدتها في بعض الأماكن وفقاً لما رصده مراسلو سناك سوري في بعض المحافظات.
دمشق: رسائل الذكية تحرم المواطنين من مخصصاتهم
لا يسمح هاتفي السيدة “منى” وزوجها لتنزيل برنامج (وين) للاستفادة منه في استخدام بيانات أسرتها لاستلام مخصصات السكر والرز الشهرية فهو من جيل قديم، تقول في حديثها مع سناك سوري:«هذا الأمر حرمنا من استلام حصتنا حتى هذه اللحظة، وهي غير كافية أصلا، لأن أسرتي مكونة من خمسة أفراد، ولا تضم البطاقة إلا اسمينا أنا وزوجي، فنأخذ ٢ كيلو رز و٤ كيلو سكر كل شهر، قبل أن أضيف بيانات ولداي اللذان استلما هوياتهم حديثاً، لكن بعد أن أصبح الاستلام برسالة لم نحصل على أي منها.
بالنسبة لرسالتي الغاز والخبز، لجأت السيدة “منى” إلى أخيها قبل سفره وأرسل لها البيانات من هاتفه، ليتسنى لها الحصول على الخدمة، ولا تقف صعوبات استخدام البطاقة بالنسبة لها عند عدم صلاحية هاتفها، بل أيضاً في منطقة تحديث المعلومات، فهم يقيمون في مخيم “الوافدين”، وتم تحديد مركز تحديث بياناتهم في كل من منطقتي السيدة “زينب” أو “جديدة عرطوز” البعيدتين عن منطقة سكنهم، والصعوبة أن عملها وزوجها يومي وسيضطر أحدهما للتغيب عن عمله يوماً كاملاً ويخسر أجرته، حتى يتمكنوا من مراجعة مركز الخدمة وتعديل البيانات.
اقرأ أيضاً: معتمدو خبز تجاوزوا ذكاء البطاقة.. وتاجروا بمخصصات المواطنين
طرطوس: رسالة الغاز… حلم مُنتَظَر
“الحمد لله وصلت رسالة استلام أسطوانة الغاز بعد انتظار استمر /60/ يوم، مرت بصعوبة كبيرة، ريتها تنذكر وما تنعاد” هكذا عبر رب الأسرة “طلال عمران” عن فرحته بوصول رسالة المحروقات الخاصة باستلام أسطوانات الغاز المدعوم، والأكثر من هذا أنه نشرها على صفحته على التواصل الاجتماعي ليشارك أصدقائه فرحته.
هي رسالة الأمل كما يطلق عليها غالبية الناس وينتظرونها على أحر من الجمر منذ ما يقارب /75/يوماً، فالأوضاع كما وصفها “إبراهيم حاتم” صعبة جداً ولا تطاق وفرضت الكثير من التغيرات في مجريات حياته اليومية، كأن يشغل النار لتسخين مياه الاستحمام مع عدم توفر الغاز أو الكهرباء، وأن يبقى هاتفه بيده ليل نهار لمراقبة وصول الرسالة، حتى أنه يجفل مع كل ارتجاج أو وصول إشعار بشيء ما.
يراقب “إبراهيم ريحان” تطبيق “وين” كل أسبوع مرة أو مرتين من خلال هاتف ابنته الكبرى، للتأكد من أنه فعال واسمه مدرج ضمن معتمد الحي، وأن كود المعتمد ما يزال معتمد، على مبدأ أن الغريق يتعلق بقشة على حد قوله: «الرسالة لم تصل من حوالي /70/ يوم، ولا يوجد لدينا سوى الطباخ الليزري نستخدمه خلال فترة وصل الكهرباء، والبلاء الأكبر أني لا أجيد استخدام التطبيق ولا يمكن تحميله على هاتفي الصغير، وكلما رأيت ابنتي أسألها ما وصلت رسالة الغاز، حتى صارت تخبرني ما وصلت قبل ما أسألها».
“عليا شداد” أوكلت مهمة استلام رسالة الغاز لابنها، فهي أرملة ومتقدمة في السن ولا تملك جوال وحتى لو امتلكت لا تجيد سوى الرد على الاتصال فقط تقول: «صارت رسالة الغاز حديث كل الناس، والغالبية انقطعت منه، واستخدمت النار عنا بالريف، خاصة أن موسم الزيتون خلص وعمليات التقليم أنتجت كميات جيدة من الأغصان الناعمة المناسبة لإشعال النار للطبخ بالقرب من المنزل».
اقرأ أيضاً: توزيع الغاز عبر رسائل “تكامل”.. “من تحت الدلف لتحت المزراب!”
دير الزور: بابور الكاز حل بديل لرسائل الغاز
مع تأخر رسائل شركة تكامل للحصول على أسطوانة الغاز بدأ الأهالي في مدينة “دير الزور” باستخدام حلول بديلة ليتمكنوا من سد احتياجاتهم المنزلية ولعل الحل الأكثر انتشاراً في المدينة هو طباخ الكاز ( البابور) فيما يستخدم أهالي الريف الحطب والنار كحل بديل .
يقول ” علي الخلف” وهو موظف من سكان حي “الجورة” :«إن عائلته تستخدم الطباخ الذي يعمل على الكاز أو المازوت من فترة طويلة كحل بديل لتأخر رسائل أسطوانة الغاز التي تأتي كل 80 إلى 90 يوم وهي لا تكفي عند استخدامها سوى 20 يوم مما يضطرنا إلى العمل على طباخ الكاز وبسبب عدم توفر مادة الكاز نضطر لتعبئته مادة المازوت ونعاني في الحصول عليها بعد رفع سعر الليتر الحر إلى 650 ليرة، ولكنه يبقى متوفر على عكس أسطوانة الغاز التي تباع في السوق الحرة بسعر يتجاوز العشرة آلاف ليرة سورية وليس بمقدور محدودي الدخل شرائها بهذا السعر».
في حين يقول الشاب “عبد العزيز النوري” من حي “الموظفين”:«أن تأخر رسائل استلام أسطوانة الغاز دفع معظم الأهالي إلى إيجاد حلول بديل مثل الطباخ الكهربائي الذي لا يعد حل جذري ولكنه عنصر مساعد إلى جانب طباخ الكاز المتوفر في الأسواق، وأصبح هناك محال لبيع وتصليح هذا النوع من الطباخات بعد زيادة الطلب عليها من قبل الأهالي لتكون مصدر دخل للعديد من الأشخاص الذين بدؤوا العمل بتصليح طباخ الكاز وبيع مستلزماته».
وبين الحلول البديلة وتأخر رسالة الغاز يبقى المواطن يعيش المعاناة حتى توفر مادة الغاز في الأسواق أو عودة التيار الكهربائي للعمل 24 ساعة.
المراسلون: لينا ديوب، فاروق المضحي، نورس علي
اقرأ أيضاً: “اللاذقية”.. مواطنون ينتظرون “رسالة الجرة دون جدوى”