الرئيسيةحكي شارع

راما أسود عشرينية ودعت الحياة.. والمُتهم خطأ طبي!

إجراء التحقيقات وإظهار نتائجها في مثل هكذا حالات يقطع الشك باليقين ويزيد من حرص الأطباء

سناك سوري-حلب 

عادت قضية الأخطاء الطبية للظهور مجدداً في المجتمع السوري، بعد تداول قصة الشابة “راما أسود”، التي توفيت عقب إجرائها عملية جراحية في أنفها بأحد المستشفيات الخاصة بمدينة “حلب”، قبل عدة أيام.

“مروى” وهي شقيقة “راما”، شاركت عبر صفحتها الشخصية في فيسبوك، منشوراً لصفحة “حلب الشهداء”، وعلقت عليه قائلةً: «تفاصيل وفاة أختي»، علماً أن الصفحة ذاتها تقول إن مصدر معلوماتها شقيقة “راما” نفسها.

تقول الصفحة الناشطة بالفيسبوك، في منشورها، إن “راما” ذات الـ23 عاماً، دخلت المستشفى لإجراء عملية جيوب أنفية يوم الخميس الفائت، عند الـ8 صباحاً، لتخرج بعد ساعة واحدة، وكان أنفها ينزف الكثير من الدماء، (ييوضح الفيديو الذي نشرته شقيقة الضحية طريقة النزف)، الأطباء في المستشفى قالوا للأهل إن النزف طبيعي لوجود مفجر في أنف الشابة.

لم يتوقف نزف الأنف أبداً، وحين طالب الأهل بحضور الطبيب الذي أجرى العملية، لم يأتِ لانشغاله بعملية أخرى، وفق الصفحة، مضيفة أن الطبيب المذكور أتى لاحقاً وطمأن الأهل أنه أمر عادي، وغيرّ الضماد للشابة، التي استفرغت الكثير من الدماء، لكن الطبيب كان مصر على رأيه بأنه أمر عادي.

اقرأ أيضاً: حلب.. ضابط شرطة مُتهم بالمشاركة في الاعتداء على طبيبين

مرة ثانية لم يتوقف النزيف، وقام الأهل بإخبار الطبيب الذي أجرى لها العملية، ليطلب إليهم إحضار الشابة إلى عيادته، وهناك أدخل خرطوماً داخل انف الشابة، لإيقاف النزف وتنظيف الأنف وغيّر الضماد مرة أخرى، وخرجت الفتاة إلى منزلها، بعد أن وصف لها إبر مسكن.

لم تتغير حالة “راما”، النزف استمر، ورافقه هذه المرة إسهال شديد ووجع في أقدامها، والطبيب مايزال مصراً على رأيه، وحتى حين أحضر أهل الشابة لها طبيباً آخر إلى المنزل، أعطاها إبرة مسكن وغادر، وعند الـ6 من صباح يوم الجمعة ثاني أيام العملية، ضعف نبض قلبها فتم إسعافها إلى المستشفى الذي أجرت فيه العملية.

في المستشفى أجروا لها الإسعافات اللازمة، ثم أدخلوها قسم العناية المشددة، وحين حضر طبيبها قال للأهل، بحسب ما ذكرت الصفحة الناشطة بالفيسبوك: «انا العملية يلي عملتا تمام وهالامور العم تصير مو بسببي ومالي علاقة فيها .. وراح».

اقرأ أيضاً: “سوريا”.. ثلاثة أطباء فقط ارتكبوا أخطاء طبية!

طبيب آخر أتى ليكشف عليها، ووضع سيروماً لها، لكن أحداً لم يعرف ماذا أصابها، وما هي سبب الأعراض التي تظهر عليها، فمرة يقولون للأهل، كورونا، ومرة يقولون لهم صدمة إنتانية، في حين قال طبيب آخر إن الكلاوي توقفت عن العمل، بسبب كثرة السيرومات وعدم قيام الفتاة بالتبول، وحتى مع إحضار أطباء من خارج المستشفى بقيت حالة الفتاة مجهولة.

استمرت “راما” على تلك الحالة، حتى توقف قلبها وتوفيت عند الـ4 والنصف فجر الإثنين الفائت، ووفق الصفحة فإن كادر المستشفى الخاص غادر المستشفى بعد معرفة وفاتها، ولم يتبقّ سوى ممرض واحد بكل المستشفى.

“راما” الشابة العشرينية المفعمة بالحياة كما توضح صورها المنشورة عبر السوشيل ميديا، غادرت الحياة، ولن يفيدها معرفة ملابسات حالتها، إلا أن إجراء التحقيقات بطريقة وفاتها، من شأنها أن تنقذ آخرين، وتزيد من ثقة الشارع بالكوادر الطبية، ومن حرص الأطباء أيضاً.

يذكر أن موضوع الأخطاء الطبية من أكثر المواضيع إشكالية، وقد انتشرت مؤخراً عدة حالات اتهم فيها ذوو الضحايا الأطباء بأنهم وراء موت أقاربهم، من دون وجود نتائج ظاهرة للعلن في تلك التحقيقات، طبعاً في حال وجدت.

اقرأ أيضاً: الصحة تُحيل طبيباً إلى الرقابة الداخلية بعد شكوى عليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى