الحديقة التبادلية للكتاب في “القصور” حيث يمكن للمواطن الاستعارة والقراءة وتبادل الكتب بالمجان
سناك سوري – غرام عزيز
في هذه الحديقة لا تأتين بوردة حمراء لحبيبك أو العكس، وإن كان الورد جميلاً، وإنما تحملين له كتاباً وتهديه بعض المقاطع منه أو يفعل ذلك هو، فهنا يتبادل العشاق المعرفة وليس العواطف فقط، وهذا الأمر ينطبق على جميع الزوار الذين يلتقون على احترام الكتاب وحبه ضمن مشروع أُطلق عليه “الحديقة التبادلية للكتاب”.
يقول القائمون على المشروع الواقع في حديقة القصور مقابل مكتبة “دمشق التربوية” بالعاصمة السورية “دمشق” إن هدفهم تكريس ثقافة حب واحترام الكتاب في هذا الوقت الذي يعاني فيه من الإهمال والابتعاد رغم أنه مكون ثقافي في غاية الأهمية.
شريحة واسعة من الناس دعمت الفكرة وأبدت رغبتها في دعم المكتبة والتبرع بالكتب بحسب حديث الفنان “موفق مخول” لـ سناك سوري، “مخول” وهو المشرف على تنفيذ المشروع يضيف : «الكثير من الناس لديها كتب في بيوتها تريد التخلص منها وبالمقابل فهناك أشخاص آخرون يحتاجون لها فقمنا بتجميع الكتب ووضعها في الحديقة العامة حيث يمكن لكل شخص أن يستعير كتباً مجانية وأن يجلس في الحديقة ليقرأ ويتبادل مع الزوار الآخرين مختلف أنواع الكتب الموجودة».
الحديقة التبادلية سوف تفتتح قريباً بعد أن استكملت تحضيراتها من قبل فريق “إيقاع الحياة” بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية في دمشق، وهو مشروع قابل للتعميم بحسب “مخول” الذي يقول:«قدمنا فكرة ونسعى لتعميمها في باقي الحدائق والمحافظات»، متمنياً أن يقوم أشخاص آخرون بدورهم يتبنى الفكرة وتعميمها لنشر الثقافة التي يتعطش لها الكثيرين من أبناء “سوريا”، مؤكداً أن ظروف الحرب والانترنت أدت إلى الابتعاد عن الكتاب ولابد من إعادة صلة الناس وعلاقتهم به.
إخراج الكتاب من البيت وطقوس الرتابة في القراءة وما إلى ذلك قد يجعله أكثر قرباً للناس من خلال هذا المشروع الذي يرى القائمون عليه أن للشارع أهمية كبيرة في نشر الثقافة وتوعية الناس.
“مخول” يرى أن المشروع ضرورة رغم قلة جمهور الكتاب، ويقدم مقاربته الخاصة للموضوع بالقول:«إذا أردنا القيام بعمل معين يستهدف مئة شخص 80 منهم معارضون أو غير مهتمين لايمكن أن نلغيه لأن هناك 20 آخرون ينتظرونه ويمكن أن يساهموا في زيادة عدد المهتمين إلى 40 و 50».
يشار إلى أن المشروع ينفذ من قبل فريق “إيقاع الحياة” بالتعاون مع مديرية تربية “دمشق” و محافظة “دمشق”، مع العلم أنه سبق للفريق تنفيذ نشاطات أخرى في الشارع ومنها تحت الأشجار اليابسه في حديقة “المنشيه” خلف فندق “الفورسيزن” المقرر قطعها لكن فريق العمل أعاد الحياة لها بالفن ما أضاف لمسة جمالية نادرة ووجهاً حضارياً جديداً لمدينة “دمشق”، كما نفذ الفريق سابقاً لوحة المزه الجدارية والتي دخلت موسوعة غينس للأرقام القياسية.
اقرأ أيضاً : خلف هذا الباب سكان ينتظرون زوارهم