إقرأ أيضاالرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

حيدرة صبح.. طبيب مغامر يجد علاجه في الطبيعة

حبّاً بالاستكشاف .. حيدرة صبح دخل مع الراحل حازم سليمان إلى طبيعة بلا حدود

حاملاً حقيبةً خفيفةً على ظهره ومتسلّحاً بحبّ الاستكشاف والشجاعة. يسير “حيدرة صبح” 21 عاماً بطرق وعرة وجرف صخرية منحدرة وقاسية ليفوز بمغامرة استكشاف الذات. فالمسير ليس سهلاً على الإطلاق.

سناك سوري _ حلا منصور

صلة وثيقة نشأت بين “حيدرة صبح” والطبيعة، ليصفها بالمهرَب الأول والأفضل دون منازع. بل إنّ العودة إليها بعد أسبوع من الضغوطات اليومية هو أفضل تفريغ لعقل الإنسان، وفق حديثه لـ سناك سوري.

ولع الشاب الطبيب بالطبيعة والمغامرات ولدَ عنده منذ الصغر. حيثُ كان يتسلّق كل شجرة في قريته آنذاك. أما اليوم يخرج “صبح” في مسير مخصص للمحترفين، الذي يخضع المشترك قبل الدخول إليه لمجموعة من الاختبارات القاسية كالقدرة على تسلّق الجروف الصخرية. والمشي في مناطق وعرة، إضافةً للّياقة البدنية العالية.

الشغف بالطبيعة

دأبَ “حيدرة” وهو طالب في السنة الثالثة بكلية طب الأسنان على خوض المغامرات في الطبيعة. وقادته الصدفة للتعرف على حازم سليمان“، مؤسس فريق طبيعة بلا حدود، ومن هنا بدأت الحكاية.

مقالات ذات صلة

يقول “صبح” لـ سناك سوري: «كنت صف عاشر، وطلعت مع رفقاتي بغرض التسلية فقط. على وادي الجنّة الغربي في محافظة اللاذقية، تعرفت على حازم بالمسير وأعجبت بشخصيته القيادية والواثقة بشكل كبير، ومن بعدها قررت أنو هالمشوار مارح يكون شي عابر، وكأنو شي كنت عم دور عليه ولقيته».

مواقف من المسير

تعلّم “حيدرة صبح” كيف يحافظ على أمانه الشخصي في أكثر المناطق صعوبةً وبُعداً عن وصول أي بشريّ إليها. يروي لسناك سوري إحدى الحكايات: «كنا في غابة الشقوق وهي منطقة صخرية ومليئة بالكهوف قرابة 100 مشترك مع حازم سليمان. لنسمع صوتاً قادماً من أحد الشقوق كصوت الضبع. لتأتِ التعليمات من حازم بضرورة أن يحمل كل شخص عصا كبيرة ليحمي نفسه في حال واجه أي خطر».

 

ويتابع قوله « جمعَ الشباب ما يزيد عن مئة عصا وتنافسنا من يستطيع أن يجد العصا الأكبر، وبالتالي تأمين حماية أكبر.» بقي “حيدرة” حتى النهاية، وبعدما عبرَ المشتركون إلى المكان المحدد. اكتشف أن “سليمان” كان يختبر المجموعة وأن شاباً كان داخل الكهف يقلّد صوت الضبع لا أكثر. ثم حمل المشاركون الحطب إلى مكان المسير النهائي لإشعال النار بهدف التدفئة نظراً لبرودة الطقس في المنطقة التي كانت مجرّد شقوق صخرية لا وجود للأشجار فيها للاستخدام.

ترك “حازم” بصمته الواضحة في شخصية “حيدرة صبح”. كما الكثير من الشباب الذين عرفوه وأحبوه، فالشعور بالأمان في أماكن معزولة عن البشرية، ومفتوحة لكل الاحتمالات، يتطلب أن يكون بجانبك شخصية تشبه “حازم سليمان”.

وعن ذلك يقول “صبح” « علمني حازم كيف أنظر للطبيعة، كيف ألاحظ تفاصيلها الرائعة وتدرّج ألوانها المريح والممتع، والأهم أني ما استسلم أبداً لأي عقبة بطريقي، دائماً كان في حلول محسوبة جداً».

حيدرة حاملاً أفاعي من المنطقة.

فريق طبيعة بلا حدود

من “تشالما” إلى “جبل الملك” و”مقامات بني هاشم” و”وادي الجنّة” في “المزيرعة” و”نهر قسيس” في “القرداحة” وغيرها الكثير. تنقّل فريق المغامر السوري بقيادة مؤسسه الراحل “حازم سليمان” واكتشفَ الكثير من الأماكن التي لم يكن حتّى قاطنو تلك المناطق مدركين لجمالها. مُتعاملاً مع النبات والحجر والشجر والحيوان بمنتهى الرعاية والاحترام.

توقفت نشاطات طبيعة بلا حدود بعد رحيل “حازم سليمان” بحادث سير أليم عام 2020. إلّا أن من أحبّوا الطبيعة بفضله عازمون على المُضي في أكبرِ قدرٍ ممكن من الاستكشاف والمغامرات في حضن الطبيعة الأم. فتابع حيدرة رحلته مع فريق المغامر السوري الذي أُنشأَ بعد وفاة “سليمان”.

زر الذهاب إلى الأعلى