جيل اللدات.. الضوء خافت والنجاح باهر
سوريا: طلاب الشهادات العامة تجاوزوا الظروف الصعبة وحققوا نجاحات متميزة
سناك سوري – لينا ديوب
جرت العادة أن يطلق الكبار تسمية على الأصغر سناً، أو على اليافعين واليافعات، للتهكم أو للتقليل من أهمية ما يقومون به، أو من اهتماماتهم، كأن يقال جيل (الخنافس) لمن يتركون شعرهم يطول، وجيل الشارلستون لمن يرتدون أو يرتدين بنطالاً واسعاً، لكن اليوم يمكننا استخدام جيل اللدات، ليس للتنمر أو التهكم وإنما لتقدير الجهد والمثابرة التي بذلها كل من طلاب وطالبات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة هذه السنة، حيث تدرجت الصعوبات التي واجهتهم منذ مرحلة الطفولة، أولى سنوات الحرب إلى انعكاساتها وآثارها هذه الأيام.
اقرأ أيضاً: سوريا: ناشط يدعو لوقفة شموع احتجاجاً على التقنين
صدرت النتائج وكانت نسبة التفوق والعلامات التامة وشبه التامة، سبباً للفرح، وسبباً أيضاً لاحترام ماحققوه وتمسكهم بالعلم والتحصيل الدراسي، فهم الذين ذهبوا إلى مدارسهم تحت خطر القذائف، وقلق عدم الاستقرار بسبب النزوح والتهجير سابقا، لم تنتظم العملية التعليمية لسنوات عدة بداية بسبب الحرب، وتالياً بسبب كورونا، كما لم تتهيأ لهم ظروف مقبولة للدراسة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وانعدام التدفئة خاصة في السنة الحاسمة أي سنتهم الدراسية هذه، حيث تزايد انقطاع الكهرباء، في مختلف المدن والأرياف، وازداد الغلاء، وعاشت الأسر تراجعاً في معيشتها، لم يحصل أن عاشت شبيهاً له من قبل.
أمضى الطلاب والطالبات سنتهم الدراسية على ضوء اللدات، من غير مازوت للتدفئة، لكنهم اجتهدوا ونجحوا وحصل الكثيرون منهم على أعلى الدرجات، يستحقون التقدير والاعتراف بقدراتهم، وكسر الصورة النمطية التي يحملها الكبار عنهم بأنهم لامباليين، على أمل أن تكسر اللدات وتعود الكهرباء وتعود دورة الحياة الإقتصادية، فيحصلون على أفضل الفرص بالتعليم الجامعي وفرص العمل.
اقرا أيضاً: بسبب التقنين الكهربائي.. طالب يهرب بكتبه للدراسة في الشارع