بعد فوز ترامب .. ماذا عن الانسحاب من سوريا وتجميد قانون قيصر؟
حملة ترامب تضم مسؤولة زارت دمشق والتقت الأسد .. هل تؤثر بقراراته حول سوريا؟
فتحت عودة “دونالد ترامب” الدرامية إلى البيت الأبيض الباب واسعاً أمام سيل من التحليلات والتكهنات حول مدى انعكاس ذلك على الشرق الأوسط عموماً و”سوريا” خصوصاً.
سناك سوري _ دمشق
وبعد تفوقه على المرشحة الديمقراطية “كامالا هاريس” عاد “ترامب” لرئاسة “الولايات المتحدة” بعد غياب 4 سنوات. بينما كانت السنوات الأربع القادمة وسياسات الرئيس الأمريكي خلالها على مستوى المنطقة محطّ اهتمام المراقبين والمحلّلين.
قد يبدو من الصعب التنبؤ بأفعال “دونالد ترامب” وردود فعله بناءً على ما شهده العالم خلال فترة رئاسته الأولى. فرجل الأعمال المثير للجدل لم يكن تقليدياً في شيء حتى في طريقة كلامه وألفاظه وحتى تغريداته.
لكن الكثير من التحليلات حول السياسات المتوقّعة لـ”ترامب” تجاه “سوريا” خلال السنوات القادمة قالت أن الملف السوري أصبح هامشياً بالنسبة للإدارات الأمريكية. لا سيما في ظل وجود ملفات أكثر سخونة منه على الطاولة مثل الحرب في “فلسطين” و”لبنان” والحرب المستمرة في “أوكرانيا”.
تجميد قانون قيصر
قال المعارض السوري “أيمن عبد النور” أن مساعدين للسيناتور الجمهوري “بن كاردن” أبلغوهم منذ نحو عام. أن قانون وقف التطبيع مع “سوريا” سيتم تجميده بما يتيح إعادة التواصل مع “دمشق”. الأمر الذي ينطبق أيضاً على قانون “قيصر” الذي جرى تجميد عدد من مواده بعد زلزال 6 شباط. علماً أن قانون قيصر أقرّ رسمياً عام 2019 خلال فترة رئاسة “ترامب”.
لكن “عبد النور” أشار في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن المرشحة “كامالا هاريس” أجرت لقاءً واحداً فقط عبر “زوم” مع ناشطي المعارضة السورية. مقابل 4 لقاءات شخصية مباشرة أجراها “ترامب” مع سوريين ولبنانيين.
وبحسب “عبد النور” فقد قال “ترامب” بشكل واضح في حديثه عن وقف حروب المنطقة. إنه سيطلب من الأطراف المعنية الوقف الفوري لإطلاق النار والانتقال لطاولة المفاوضات.
الانسحاب من سوريا
لا يغيب عن الحسابات أن “ترامب” وخلال ولايته الأولى أمر عام 2019 بسحب الجنود الأمريكيين الـ 900 من “سوريا”. لكنه تراجع تحت ضغط “البنتاغون” إلا أن ذلك القرار أظهر نواياه تجاه المسألة حيث يرى مراقبون أن الرئيس الأمريكي يعتبر أن تكلفة إبقاء القوات الأمريكية في “سوريا” أعلى من مكاسبها بالمعنى المادي ما دفعه لقرار الانسحاب قبل التراجع عنه.
بدورها قالت مديرة معهد “نيولاينز” للأبحاث “كارولين روز” أن من المتوقع لإدارة “ترامب” أن تسمح بخفض كبير للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط خاصة في شمال “سوريا”.
وتابعت “روز” في حديثها لقناة “الحرة” أن إدارة “ترامب” في المقابل ستتبنى نهج الضغط الأقصى على السلطات السورية. وستعمل بشكل أساسي من خلال كيان الاحتلال والعقوبات ووسائل أخرى. بدلاً من الاعتماد على الشركاء العرب للضغط على “دمشق”.
إلا أنها وبعكس ما نقله “عبد النور” توقّعت استمرار فرض العقوبات والالتزام بمناهضة التطبيع مع “دمشق”. مشيرة إلى أن هذا النهج سيكون أشد مع وصول إدارة “ترامب”.
سوريا في رئاسة ترامب الأولى
كانت السنوات الأربع التي أمضاها “ترامب” في الرئاسة بين 2016 و2020 حافلة بالأحداث على مستوى الحرب في “سوريا”. إلا أن هناك محطات هامة لقرارات الرئيس الأمريكي بشأن الملف السوري الذي كان حينها محتفظاً بحضوره كواحد من أسخن الملفات على مستوى العالم.
فقد تصدّى “ترامب” لمهمة استهداف مواقع عسكرية سورية منذ العام 2017 حين أمر بقصف مطار “الشعيرات” بريف “حمص” بـ 59 صاروخ من طراز “توماهوك”. متذرّعاً باتهام السلطات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية. وهي الذريعة التي سيعيد استخدامها عام 2018 حين نفّذت القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية هجوماً مشتركاً استهدف مواقع سورية في “دمشق” ومحيطها وقرب “حمص”.
المحطة البارزة الأخرى كانت في آذار 2019 حين وقّع “ترامب” قرار الاعتراف رسمياً بسيادة “كيان الاحتلال” على “الجولان” السوري المحتل.
ومع نهاية 2019 كان “ترامب” يوقّع على قانون “قيصر” المتضمن فرض عقوبات اقتصادية على “سوريا”. وما تلا ذلك التوقيع من تأثير كبير على الاقتصاد السوري ومستوى المعيشة وتدهور العملة المحلية بما ساهم بانهيار معيشي في حياة المدنيين السوريين.
فريق ترامب يضم مسؤولة التقت الأسد
في مطلع العام 2017 أعلنت عضو مجلس الشيوخ الأمريكي حينها “تولسي غابارد” أنها زارت “دمشق” سراً والتقت الرئيس السوري “بشار الأسد”. مشيرة في حديثها لقناة “سي إن إن” إلى أن “الأسد” يبقى رئيساً لـ”سوريا” ويجب التباحث معه للوصول إلى سلام. مضيفةً أن تنظيمات مثل “النصرة” و”داعش” هي الأقوى على الأرض وهي التي ستحكم “سوريا” في حال إسقاط السلطة السورية.
“غابارد” ورغم انتمائها للحزب الديمقراطي. إلا أنها أبدت انتقادات شديدة لإدارة “بايدن” وانسحبت من الحزب عام 2022 لتصبح مستقلة. بينما أعلنت حملة “ترامب” الانتخابية ضم “غابارد” إلى الفريق الانتقالي لـ”ترامب” في حال فوزه في الانتخابات ما فتح باب التساؤلات عن إمكانية تأثير وجودها في فريق الرئيس الأمريكي على قراراته بشأن “سوريا”.