لا يبدو أن هناك رضا كبير عن عملية الاستئناس الحزبي التي قام بها حزب البعث مؤخراً قبل الانتخابات البرلمانية. وأجمع كثير من أعضاء الحزب أنها ساهمت بإقصاء الشباب وإبراز رؤوس الأموال الذين سيطروا على المشهد كما توحي التعليقات في صفحة القيادة القطرية بالفيسبوك.
سناك سوري-دمشق
وطرح البعث سؤالاً على متابعي صفحة القيادة القطرية بالفيسبوك، حول إن كانت عملية الاستئناس الحزبي قد أظهرت ولاءات مرضية على حساب الكفاءات. فيما أظهرت معظم التعليقات حالة من عدم الرضا عن عملية الاستئناس الحزبي.
“علي” قال في معرض تعليقه على استبيان البعث، إن عدداً كبيراً من الشباب كان ينوي الترشح. إلا أنهم أعرضوا عن ذلك بعد تقديم من وصفهم بـ”حيتان المال” طلبات ترشيح. ومثله “تهاني”، التي قالت إن هناك عدداً لا بأس به من الشباب المرشحين الذين يمتلكون طاقات هائلة. لكن لم يحالفهم الحظ.
في حين يرى “ابراهيم” أن الاستئناسات المتتالية أظهرت «عدداً من الرفاق الذين أصبحوا عرابين للانتخابات وبيدهم مفاتيح الفوز في مختلف الاستئناسات».
وبحسب “ابراهيم” فإن أولئك الأشخاص نجحوا بوسائلهم غير المشروعة، بإقصاء أصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة والسمعة الطيبة. وايصال من يشملونهم برعايتهم ودعمهم ومن يحقق مصالحهم بغض النظر عن مواصفاتهم أو إمكانياتهم أو سيرتهم.
كذلك الحال بالنسبة لـ”رسمي”، الذي رأى أن العشائرية والمحسوبيات لذوي المناصب والمالي السياسي هي المسيطرة. وأضاف أن هناك سيطرة كبيرة لنفس الأسماء في الدورة السابقة بريف دمشق، مؤكداً أن عملية الاستئناس أظهرت ولاءات مرضية على حساب الكفاءات.
أهمية المال في الترشح
وكان من المستغرب التأكيد على فكرة أهمية المال في الترشح. حيث قال “محمد” أن هناك الآلاف من الكوادر والكفاءات البعثية الحقيقية المحترمة والملتزمة. لم تترشح لأسباب كثيرة أهمها وضعها المادي.
بقاء القيادات البعثية القديمة شغلت بال العديد من المعلقين. الذين رأوا أنه كان من المفترض تغييرها بعد التغييرات التي طالت القيادة المركزية، لتكون عملية الاستئناس أكثر نجاحاً.
حيث قال “جمال”، إن أي عملية انتخابية بظل بقاء القيادات القديمة لن تكون ناجحة، وستفرز الأشخاص حسب الولاءات والمال الفاسد. ومثله “ريم” التي اعتبرت أنه كان من الأفضل تغيير القيادات البعثية القديمة قبل الانتخابات. للتخلص من الولاءات التي أنهكت جهاز البعث، فالوجوه ذاتها والنتائج تتكرر.
وفي حين اعتبرت “ميرنا” أن القبلية والعائلية والشللية تسيطر على التوجيهات. وترى “بشرى”، أنه سيكون من الأفضل إلغاء الاستئناس وترك حق الاختيار للشعب. تماماً كالمرشح المستقل.
وتقوم عملية الاستئناس على فكرة إجراء انتخابات داخل صفوف حزب “البعث” على كافة مستويات قواعده. ويختار خلالها أعضاء الحزب مرشحيهم للانتخابات.
ونص قرار الاعتماد على الاستئناس الحزبي عام 2020 على أن يختار البعثيون ضعف العدد المطلوب في كل فرع من المحافظة. بمعنى أن الحزب إذا أراد ترشيح 5 أشخاص عن مدينة ما يقوم الحزبيون باختيار 10 مرشحين. وتحال نتائج هذه الانتخابات إلى قيادة الحزب لتختار بدورها المرشحين الـ 5 النهائيين. علماً أنها غير مقيّدة بخيارات القواعد فقد تختار اسماً من خارج الأسماء الناجحة في “الاستئناس”.