“بطريقك” مبادرة لتسهيل حركة المواطنين وإصلاح ما شوهته الحرب!
سيل المبادرات المجتعية يتواصل.. السوريون في مواجهة نقص المحروقات
سناك سوري – اللاذقية
وضع “تيم ادريس” أول منشوراته صباح اليوم في مجموعة “بطريقك” التي أنشأها مجموعة من شباب مدينة “اللاذقية” بهدف تسهيل حركة المواطنين في ظل نقص وسائل النقل العامة جراء أزمة البنزين الخانقة التي تمر بها البلاد، محاولاً أن يجد لنفسه طريقة تنقله من مكان إقامته في “رأس شمرا” باتجاه طريق “القصر” التي تعاني حسب قوله من قلة سيارات قبل الأزمة فكيف سيكون حالها اليوم.
الحملة التي اتخذت أسماءاً مختلفة في أكثر من محافظة سورية، وصلت إلى “اللاذقية” وشهدت تفاعلاً كبيراً بين الأهالي، ويرى فيها “بشار شاهين” فكرة رائعة حسب منشوره معلناً تقديم خدمته لأي مواطن راغب بالنزول صباحاً بين الساعة 7 و 7،30 من”الفاخورة” طريق “اسطامو ” إلى “اللاذقية ” حيث يتوفر لديه مقعدين في سيارته الخاصة من نوع كيا ريو ذهبية اللون.
“عزام” الذي يبدو أنه أحب الفكرة لكنه لايملك سيارة خاصة فأعلن تبرعه بتوصيل أي شخص راغب للمكان الذي يريده مشياً علماً أنه سيتبرع بثمن البزر لزوم التسلية على الطريق.
صيت المبادرة وصل إلى “طرطوس” حيث انضمت الشابة “نانا” للمجموعة معلنة أنها ستسافر من مدينة “طرطوس” إلى “جبلة” بسيارة ميتسوبيشي لون أبيض وآخر رقمين من لوحتها 75، طالبة من الراغبين التواصل معها على الخاص ورفع البوست ليصل للناس التي يمكنها أن تستفيد منه.
“ربا عبود” أعلنت استعدادها لنقل أربعة ركاب في طريقها من المشروع العاشر للزراعة ونشرت صورة سيارتها من نوع كيا ريو.
اقرأ أيضاً: ناشطون يقترحون حلاً لمشكلة طوابير البنزين
تفاعل المواطنين مع المبادرة فاجأ القائمين عليها حيث يؤكد “كرم سليمان” أنه فعلاً لو “خليت خربت” معبراً عن سعادته بالكم الكبير من التفاعل الذي حظيت به المبادرة خلال وقت قصير، يقول “سليمان” في منشوره: «سعيد جدا اني نام وفيق وشوف هالتفاعل الايجابي من الناس بعد مضي أقل من 24 ساعة»، مشيراً إلى أنه من المفروض أن نبتكر الأفكار لنشجع مثل هذه الثقافة وننشرها بين الناس بدون أن نخاف من بعضنا طالباً ممن لديه مقترح أن يقدمه ليتشارك معه العمل عليه وتنفيذه.
الإقبال الكبير على المبادرة دفع المشرفين عليها للبحث في آلية تضمن أمن وسلامة كل من يشارك فيها حسب ما أشارت إليه “فرح حاتم” طالبة من كل شخص لديه سيارة ويحب المشاركة بالمبادرة أن يحدد ساعة خروجه ومساره ونوع السيارة ولونها وآخر رقمين من لوحتها إضافة لإمكانية التواصل على الخاص بين الشخص صاحب السيارة والمواطن الراغب بالنزول معه، محاولة نشر الطمأنينة في نفوس الفتيات الخائفات من ركوب السيارات.
عدم وجود أفق لحل أزمة البنزين على المدى المنظور هو أحد أسباب توجه فريق الحملة للقيام بها حسب ما أكده المهندس “علم الدين قنجراوي” من مؤسسي الحملة في حديثه مع “سناك سوري”، مشيراً إلى أن الفريق يعلم أن الحملة لن تكون حلاً جذرياً لكنها تخفف من حالة الشلل التي ستصيب البلاد حيث يمكن ألا يتمكن الموظف من الذهاب لدوامه والطالب لجامعته، وبالتالي سنخسر كل التضحيات التي خسرناها خلال سنوات الحرب.
السبب الأهم للحملة برأي “قنجراوي” «هو محاولة تغيير طريقة تفكيرنا بالآخر التي تشوهت خلال سنوات الحرب حيث تحولت علاقة السوري بالآخر علاقة تسودها الهواجس والخوف ونحن نحاول اليوم تصحيح هذه الهواجس وإزالة الخوف حتى نعود كما كنا من قبل نتقبل الآخر ولانخاف منه».
المبادرة التي تلاقي حتى اللحظة المزيد من اللإقبال والتسجيل عليها هي نموذج للتآلف والتعاون فيما بين السوريين الذين لم تتمكن سنوات الحرب من نزع أواصر المحبة فيما بينهم بالرغم من كل ماعانوه خلالها.
اقرأ أيضاً: منوصلكن عاطريقنا” سوريون يبادرون لمساعدة بعضهم في أزمة البنزين