بضوء أخضر من رئيسها.. الحكومة ستنفق 4 مليارات ليرة على إكساء مبناها في “درعا”!
ما الأهم في ظل هذه الظروف.. تحسين معيشة المواطن وإصلاح المنازل التي هدمتها الحرب أم تأهيل وإكساء دار الحكومة؟!
سناك سوري-شادي بكر
مازلت عاجزاً عن اكتشاف طريقة الحكومة في التفكير، ربما لأني مجرد مواطن عادي أجوع، وأعرى، وأصاب بانهيار عصبي وأنا أفكر بكيفية تأمين مستلزمات أسرتي اليومية، وكيفية إصلاح منزلي الذي هدمته الحرب في مدينتي “درعا” جنوبي البلاد.
اليوم صباحاً فتحت الانترنت بحثاً عن أي خبر يعطيني دفقة أمل بأن الحكومة ستباشر بإصلاح منزلي ومنازل باقي سكان المحافظة، إلا أني قرأت خبراً عن موافقة رئيس الحكومة بمنح 5 مليارات ليرة سورية كميزانية لتأهيل مبنى الحكومة في “درعا”، الطريف في الأمر أن سبب المنح هو لمساعدة المواطن.
بالله عليكم، أي مساعدة تلك، هل تأويني الحكومة في منزلها أنا وأطفالي الصغار بعد ترميمه، ألا يستطيع المسؤولون مواصلة أعمالهم في أماكن يخصصونها لهذه الغاية مؤقتاً ريثما يتم إصلاح المنازل، تعودنا أن الكبير يعطي على حسابه، يمنع عن نفسه لأجل الآخرين وحاجاتهم، لكن الحكومة ليست كبيرة إلا بعددها ومشاريعها لنفسها على ما يبدو.
الخبر الذي قرأته بالصحف المحلية، يقول نقلاً عن مدير الخدمات “كمال برمو”، إن رئيس الحكومة خلال زيارته السابقة إلى “درعا” أعطى ضوءاً أخضر لتكون عمليات إكساء المبنى الحكومية شاملة للـ11 طابقاً، وليس فقط 5 طوابق كما كانت سابقاً، بالله عليكم هل ستقدمون خدمات للمواطنين بهذه الـ4 مليارات التي ستنفقونها على مكاتبتكم وغرف دوامكم التي لن تتجاوز الـ6 ساعات إذا التزمتم بالدوام، في حين نمضي أيامنا بمنازل مهدم نصفها والأيام قادمة على برد الشتاء وأمطاره.
“برمو” قال إن إكساء الجزء الأول سيتم بعقد أول قيمته مليار و300 مليون ليرة، وعقد ثاني بقيمة 911 مليون، في حين بدأوا بإعداد عقد ثالث لإكساء الطوابق الـ6 الباقية بقيمة “أولية” تبلغ ملياري ليرة سورية، ألم يكن أجدى بتلك المليارات أن تذهب لبناء منازل المواطنين المهدمة في هذا الوقت!!.
طيلة سنوات الحرب الـ7 كانت الحكومات المتعاقبة تحاضر فينا، عن ظروف الحرب وضرورة التوجه نحو الأساسيات في حياتنا، ورغم أن مدخولاتنا لم تكن تكفي تلك الأساسيات صبرنا لعدم وجود خيار آخر، ترى لماذا لا تتعامل الحكومة مع ذاتها بنفس الطريقة وتركز على الأساسيات في إيلائنا أهمية أكبر كمواطنين سوريين، لماذا يجب أن يكون التقنين مفروضاً علينا وعلى مدخولاتنا فقط.
ما نعلمه أن الحكومات تأتي لخدمة الشعوب وتقديم الخدمات لهم، لكن ماتعلمنا إياه حكومتنا أن الشعب موجود لخدمتها وأن الأولوية لمبانيها على حساب بيوت المواطنين!!، بقي أن نقول ياريت لو أن خدمات الحكومة تصبح نجمة واحدة أو نجمتين على اعتبار أنها لا تقبل العمل إلا بمباني 5 نجوم.
اقرأ أيضاً: تكاليف بناء البرلمان الجديد من جيبة المواطن الذي يتضور جوعاً