تمتلئ صفحات السوريين بالنعوات ومطالب رفع الحصار. في ظل أسوأ كارثة طبيعية تعيشها البلاد منذ عقود طويلة، نتيجة الزلزال المدمر. الذي تعرضت له محافظات حلب واللاذقية وإدلب وحماة فجر الإثنين الفائت.
سناك سوري-دمشق
في إدلب تشير الأرقام التي تعلنها منظمات المجتمع المدني أن الفاجعة كبيرة جداً على مستوى المحافظة ومناطق شمال حلب. في ظل استمرار أعمال الإنقاذ لليوم الثالث على التوالي بحثاً عن ناجين.
وبحسب مديرية صحة إدلب وهي مؤسسة مستقلة غير تابعة للحكومة السورية فإن أعداد الضحايا في إدلب وصلت إلى 1.610 وفيات. بينما بلغ عدد المصابين بحسب منظمات أخرى في شمال غرب سوريا حوالي 2700 إصابة.
جهود الإنقاذ في شمال غرب سوريا تنجح بشكل كبير في الوصول إلى العالقين أحياء نظراً لتوفر معدات وخبرات محلية في هذا المجال.
فيما يتعلق بالأضرار بالمباني فإنه إلى الآن لم يتم الوصول إلى حصيلة نهائية إلا أن نسبة الأضرار كبيرة جداً خصوصاً في المناطق الحدودية مع تركيا وجنديرس التي سجلت أرقام ضحايا كبيرة.
اللاذقية مئات الضحايا…. الوفيات في جبلة أكبر من الإصابات
في اللاذقية ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 506 وفاة و792 إصابة، في حصيلة غير نهائية مع استمرار عمليات رفع الأنقاض. في محاولة للعثور على ناجين بين الحطام.
بينما وصلت فرق للانقاذ من دمشق وطرطوس بالإضافة إلى الفرق التي جاءت من لبنان إلى مدينتي جبلة واللاذقية. في حين تطوع العشرات من الأهالي للمساعدة بما توفر لهم.
نزوح الأهالي مازال مستمراً إلى اليوم بظل تزايد مستمر في عدد مراكز الإيواء. فبالأمس بات الكثير من الناس في سياراتهم قبل أن يقرروا اليوم الذهاب لمراكز الإيواء.
أعمال الإنقاذ ماتزال مستمرة في عموم محافظة اللاذقية التي نجحت في الوصول إلى أحد العالقين وهو على قيد الحياة في دمسرخو.
وإلى جبلة التي سجلت أرقاماً كبيرة لتعداد الضحايا الذين فاقوا عدد المصابين. وفي حصيلة غير نهائية فإن عدد الوفيات وصل إلى 255 والمصابين 171. بينما بلغ عدد الأبنية المتضررة بالكامل 19 بناء و5 أبنية متضررة بشكل جزئي. بحسب مجلس مدينة جبلة الذي أكد مصدر رسمي به لسناك سوري إنها حصيلة غير نهائية للمباني أيضاً.
كما أعلنت المحافظة إخلاء مبنى فرع المؤسسة السورية للتجارة في شارع بميسلون، من الموظفين جراء حدوث تصدعات في أحد الأعمدة المحيطة فيه. إضافة إلى إخلاء مبنى صالة أوغاريت في حي العوينة. بينما عادت المحافظة لتؤكد أنها فحصت فرع السورية للتجارة وتبينت سلامة البناء.
وكان مجلس المدينة قد أخلى أمس الثلاثاء، مبنى مديرية الاقتصاد والتجارة الخارجية نتيجة التصدعات في أساس البناء، إضافة إلى إخلاء بناء سكني مقابل جامعة الشام الخاصة في الصليبة لتضرره وعدم صلاحيته للسكن مرة أخرى.
اقرأ أيضا: طفلتا إدلب وجنديرس تمنحان بعض الأمل بوجود أحياء تحت الأنقاض
ارتفاع الضحايا في حلب
الوضع ليس بأفضل في محافظة حلب التي وصل عدد الضحايا فيها إلى 390 شخصاً، وإصابة أكثر من 750 آخرين، في حين بلغ عدد الأبنية المنهارة كلياً 52 بناء. وعدد مراكز الإيواء 126 مركزاً.
هذا وأكدت محافظة حلب في بيان ظهر اليوم أنها تصل الليل بالنهار بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني السوري لتأمين المساعدات للمتضررين وإيصالها. مشيرة أن الأبواب مفتوحة للجميع للمساهمة والمساعدة وتقديم الدعم.
ميدانياً بدأت فرق الإنقاذ الجزائري عملها وبحسب المصادر على الأرض فإنهم يمتلكون أدوات تحديد أماكن وجود ضحايا تحت الأنقاض. الأمر الذي يساعد في تسريع عمل لجان الإنقاذ والتي نجحت أيضاً بالأمس في إنقاذ أحد العالقين.
مراسل سناك سوري في حلب قال إن عمليات البحث انتهت في 46 بناء مهدم من أصل 54.. والعمل مستمر حتى الآن على الانتهاء من باقي الأبنية بأسرع وقت ممكن.
انتهاء عمليات الإنقاذ في حماة
وفي حماة أعلن رسمياً عن انتهاء عمليات إنقاذ الناجين، وبلغ عدد الضحايا 48 شخصاً، والإصابات 75 إصابة.
وبحسب المصادر الرسمية في المحافظة فإنه لم يتم بعد تحديد عدد الأبنية المتصدعة لكن الأبنية المنهارة بالكامل بلغت 7.
بينما قال محافظ حماة “محمود زنبوعة” في مؤتمر صحفي قبل قليل لمراسل سناك سوري إن المحافظة جهزت 4 مراكز لإيواء المتضررين في حماة وسلحب. كما أمنت كل المستلزمات الضرورية للمقيمين فيها، ومنها تأمين خط كهرباء معفى من التقنين لمركز معهد الصم والبكم بحماة.
وأعلن وزير الصحة حسن الغباش، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في سوريا، إلى 1262 وفاة و2285 إصابة وذلك في حصيلة غير نهائية بعد مع استمرار عمليات الإنقاذ في حلب واللاذقية.
هذا وبدأت الآمال تتضاءل تدريجياً بالعثور على ناجين تحت الأنقاض بعد مضي قرابة 60 ساعة على الزلزال.
يذكر أن مئات العائلات شيعت أبناءها في المحافظات المتضررة إلى مثواهم الأخير بمشاركة شعبية وتعاطف وتضامن مجتمعي كبيرين.