النوادي الرياضية في سوريا .. ارتفاع الرسوم يحرم الشباب من هوايتهم
اشتراكات تصل إلى 300 ألف .. وغلاء المتمّمات الغذائية يدفع المشتركين إلى البروتين الطبيعي
أدى ارتفاع رسوم الاشتراك في النوادي الرياضية إلى إحجام عدد كبير من جيل الشباب عن ارتيادها بشكل منتظم رغم حاجتهم لها لممارسة الرياضة والتمتع بلياقة بدنية تفيدهم على المستوى الصحي.
سناك سبورت – حسام رستم
وتعد تكاليف الانضمام إلى نادي اللياقة البدنية ونادي رفع الأثقال مرتفعة مقارنة بمداخيل الشباب. حيث تتراوح الأسعار بين 30 ألف إلى 300 ألف ليرة شهرياً. ما يعتبر عائقاً كبيراً للكثيرين. فضلاً عن مطالبة المشتركين في الأندية بشراء الغذاء الصحي المناسب لتمارينهم بشكل منتظم. ما يزيد من أعباء انضمامهم للأندية بشكل ملحوظ.
يقول مدرب اللياقة البدنية “علاء سليم” في حديثه لـ “سناك سبورت“. أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يصعّب على كثيرين مهمة الحفاظ على نمط حياة صحي والالتزام بتناول الغذاء الصحي المناسب للحصول على لياقة بدنية جيدة على حد قوله.
يضيف “سليم” أنه لاحظ من خلال حديثه مع المتدربين. بأن الزيادة في تكاليف الأندية الرياضية تشكّل مصدر إزعاج للكثيرين. مبيناً أن سبب ذلك هو شعورهم بالقلق من ضيق ميزانيتهم الشهرية مقارنة بحجم الرواتب التي يتقاضونها. بالإضافة لعدم القدرة على الدفع للتمرن في كل أيام الأسبوع. مضيفاً: «زيادة الأسعار تجعل الرياضة من الرفاهيات التي لا يمكن للجميع تحمّل تكاليفها».
ولتجنب هذه التحديات اقترح “سليم” على الشباب فكرة اختيار النادي الرياضي الأكثر اقتصادية والذي يحقق لهم الاستفادة الرياضية بسعر مقبول. مبيناً أن بإمكانهم العثور على تلك النوادي من خلال التوصيات من الأصدقاء أو البحث عن العروض الخاصة التي توفرها تلك الأندية الرياضية من حين لآخر. والتي قد تساعد على تخفيض التكلفة بشكل ملحوظ.
وأضاف المدرب بأنه يجب أن يحرص المشتركون في الأندية على اتباع وجبات صحية بأسعار معقولة مثل الفول والحمص والرز بدلاً من شراء الغذاء الصحي المعبأ جاهزاً. مبيناً أنها يمكن أن تضيف قيمة تعويضية إلى النطاق الصحي العام للمتدرب.
بدورها تقول “غرام” 23 عاماً وهي متدربة على رياضة الزومبا. أنها حوّلت اشتراكها الشهري في النادي بشكل يومي إلى اشتراك لثلاثة أيام في الأسبوع فقط لتجنب دفع مبلغ مضاعف. مضيفة أن اشتراكها الشهري بواقع 3 أيام أسبوعياً يكلفها 30 ألف ليرة. وهو المبلغ الذي كان يكفيها للتدرب يومياً في النادي قبل 8 أشهر.
أما عن الغذاء فتقول “غرام” أنها تعتمد بشكل رئيسي على البروتينات الموجودة بالطعام مثل العدس المسلوق أو الخضار وفي بعض الأحيان تلجأ لشراء “الدجاج”. وذلك تعويضاً عن البروتينات الجاهزة بسبب ارتفاع سعر علبة البروتين وتجاوز سعرها 200 ألف ليرة. الأمر الذي يجعلها خارجة عن قدراتها الشرائية على حد قولها.
وبينما يسعى كثير من الشبان والشابات للالتزام بالتمارين الرياضية وارتياد الأندية بشكل منتظم من أجل الحفاظ على لياقتهم وصحتهم. فإن العامل المادي يبرز كعائق رئيسي يحول بينهم وبين هدفهم ما يدفعهم للبحث عن حلول وبدائل أقل تكلفة مع المحافظة على الالتزام بممارسة الرياضة.