الرئيسيةتقارير

المجتمع المدني بانتظار دستور يدعم عمله بعد سنوات من التخوين والتخفي

محاولات لإنشاء تجمع مدني شامل لكل قوى ومنظمات العمل المدني في سوريا

بدأت في السويداء محاولات إنشاء تجمع مدني شامل لكل قوى ومنظمات العمل المدني في سوريا، عبر مؤتمر شاركت فيه فرق من عدة محافظات أخرى، نتج عنه مسودة ميثاق التحالف، وتوافق المشاركون على تشكيل مجلس تنسيقي يتولى إعادة صياغة الميثاق.

سناك سوري-رهان حبيب

المؤتمر الذي دعت إليه منظمة “جذور” يوم السبت الفائت، يتطلع القائمون عليه إلى وضع مسارات مشتركة بعد انتهاء حقبة التخوين ومحاولات تهميش العمل المدني، وقال عضو مجلس إدارة منظمة “جذور”، “خالد سلوم”، لـ”سناك سوري”، إن الهدف توحيد جهود العاملين في المجتمع المدني، مضيفاً لـ”سناك سوري”، أن المؤتمر شهد مشاركة فرق عبر الزوم من إدلب ودير الزور وحمص وطرطوس إضافة إلى فرق في السويداء.

ناقشت الفرق العديد من المحاور، أبرزها التحديات التي تواجه العمل المدني في سوريا، كذلك أولويات عمله، لمدة يوم واحد، لا يرى “سلوم”، أنها مدة كافية، فالنقاشات تحتاج لوقت أطول، لكن تحدي التمويل وقف عائقاً وأدى إلى اختصار الوقت.

للمجتمع المدني دورا محوريا ليس فقط في إعادة الإعمار المادي بل إعادة الثقة لسورية المستقبل خالد سلوم – عضو مجلس إدارة منظمة جذور

الفرصة اليوم أكبر

الدكتورة “سلام الخطيب”، التي حضرت المؤتمر، قالت لـ”سناك سوري”، إن المجتمع المدني حاول تثبيت مكانه على الارض خلال فترة النظام السابق، رغم الضغوط الأمنية، واليوم باتت الفرصة أكبر لمناقشة التحديات وتبادل الخبرات.

الهدف من المشاركة بالنسبة للصحفي “علي الحسين” من فريق “بوصلة” لدعم الفئات المهمشة، هو التشبيك مع قوى المجتمع المدني، ومحاولة بناء مقومات حصانة وحماية تشاركية بين هذه الفرق لضمان خدمة المجتمع، ومن وجهة نظره هذا المؤتمر بداية صحيحة لامتلاك وسيلة ضغط ودعم لمشروع تأسيس دولة مدنية وعدالة اجتماعية ودولة قانون تضمن التساوي بين أفرادها تعتبر هاجس كل سوري.

حاول المجتمع المدني تثبيت مكانه على الأرض خلال فترة النظام السابق، رغم الضغوط الأمنية، واليوم باتت الفرصة أكبر لمناقشة التحديات وتبادل الخبرات الدكتورة سلام الخطيب

تمثيل شبابي ونسائي

أظهر المؤتمر مشاركة كبيرة وفاعلة لشريحتي الشباب والنساء، حيث كان التمثيل الشبابي واضحاً، وعبّر عن حالة من الاندفاع لدى الشباب للعمل المدني والبحث عن فرص للمساهمة في بناء المجتمع وتأكيد حضورهم.

وها هو “أشرف منذر” من فريق “أثر”، يعرب عن استعدادهم كشباب للعمل والبناء، مشيراً أن رفع سقف الطموحات والسعي لإنجاز مشاريع تنموية طموحة يحتاج للمشاركة والعمل من قبل كافة المهتمين بالعمل المدني.

بينما الشاب “حسين السنيح” من فريق “مبادئ” الثقافي، دعا إلى مواجهة ما يشاع اليوم من أن القضايا الثقافية ليست أولوية، وقال: «بناء الإنسان هو المرحلة الأولى لبناء جيل واعي ومثقف».

واعتبر الشاب أن التحدي الكبير حالياً، يتمثل بحالة الاستقطاب الديني أو المناطقي أو القومي وغيرها، والتي يجب مواجهتها اعتماد المنطق والعلم.

هناك تحد كبير حالياً، يتمثل بحالة الاستقطاب الديني أو المناطقي أو القومي وغيرها، ولابد من مواجهتها كتحدي باعتماد المنطق والعلم حسين السنيح – فريق مبادئ الثقافي

مطالبة بتسهيل التراخيص

“شروق أبو زيدان” من فريق “مسارات”، طالبت بتسهيل عملية التراخيص للجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، وعدم القبول بالحالة التي كانت سائدة قبل الثامن من كانون أول 2024.

وتطرقت الشابة إلى التحدي الكبير السابق بعدم وجود استراتيجيات واضحة للمجتمع المدني التي كان أحد أسبابها غياب البيئة التشريعية والقانونية المناسبة.

أما المحامية “وجيهة الحجار” من “منظمة بلدي”، فقالت إن السوريين اليوم في مرحلة بناء دولة، وهو أمر ليس سهلاً، ويرتب مسؤوليات كبيرة على المجتمع المدني في ظل حالة الفوضى والاقتتال الداخلي وماترتبه من صعوبات إضافة إلى صعوبة تنظيم المنظمات والفرق الشبابية.

ورأت أن المجتمع المدني انتقل من صعوبات التخفي هرباً من الملاحقة الأمنية، إلى صعوبات أخرى اليوم مثل الحاجة لحوكمة حقيقة للعمل بفعل اختلاف الأوضاع، وقالت إنهم يتابعون كيف سيدعم الدستور والقانون عملنا وآلية منح التراخيص ما يرتبط بها من قضايا تحتم فكر جديد للعمل المدني.

وتشهد سوريا حراكاً كبيراً للمجتمع المدني حالياً، تزداد وتيرته في العاصمة ومدن أخرى مثل السويداء، بينما مايزال في حدوده الدنيا بباقي المحافظات الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى