أخر الأخبارحرية التعتيرقد يهمك

اللاشمانيا هدية السنة الجديدة لأطفال مخيمات الحسكة

العلاج غير متوفر والعدوى تنتقل بسرعة بين الأطفال

سناك سوري-آزاد عيسى

اشتكى الأهالي الذين يقيمون بمخيم مبروكة في بلدة رأس العين شمال الحسكة وهم من أهالي محافظتي الرقة ودير الزور وبنسبة أقل من العراق، من انتشار حبة اللاشمانيا في المخيم، مادفع العديد منهم لمغادرة المخيم والعودة إلى مدنهم المدمرة تقريباً بفعل الحرب.

“أحمد ناصر” هو أحد الذين قرروا المغادرة بعد إصابة طفلته بحبة اللاشمانيا، قال لـ “سناك سوري”: «أصيبت طفلتي الصغيرة بتلك الحبة، وحين تأكدت من عدم وجود العلاج المناسب، قررت العودة إلى دير الزور، فالعيش في العراء بمدينتي أفضل من البرد والقهر والذل في المخيمات»، وأضاف: «الإهمال وتراكم النفايات حول المخيم هما سبب هذه الحبة التي أصابت أكثر من سبعة أطفال ضمن المخيم».

اقرأ أيضاً: كيف أصيب 60% من أهالي كفرزيتا باللاشمانيا؟

مقالات ذات صلة

“ناصر” أكد أن حوالي الـ1000 شخص من المخيم غادروا إلى مدنهم وقراهم في الرقة ودير الزور، خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة المآسي الكثيرة ضمن المخيم وعدم توافر العلاج لكثير من الأمراض، يضيف: «بس نراجع أي نقطة طبية أو منظمة تقول أنها في مجال الصحة، تعطيك حبوب مسكنات، حتى لو معك جلطة أو روماتيزم فهي لن تقدم لك سوى السيتامول»، وتندر “ناصر” على الأمر بالقول إن أكثر ماسيشتاق إليه في المخيم هو حبوب السيتامول التي رافقته لأكثر من عام.

مصدر من مخيم مبروكة أكّد لـ سناك بأن أعداد النازحين في المخيم تراجعت نتيجة ضعف الخدمات المقدمة بشكل عام والطبية بشكل خاص ليصل العدد اليوم إلى 842 شخصاً وهم بغالبيتهم من أهالي القرة ودير الزور.

حال مخيم السد جنوب الحسكة أسوأ من شقيقه مخيم مبروكة، فالأعداد مضاعفة وتصل لأكثر من 30 ألفاً، الأوساخ تنتشر في كل مكان، والنفايات باتت “زينة” المخيم، المنظمات لا تزوره إلا نادراً نظراً لبعده من جهة ولكثافته السكانية من جهة أخرى، ويبر الأهالي عن سوء الحياة به بإطلاق اسم “مخيم الموت” عليه.

اقرأ أيضاً: حكاية الطفل “عبد الله” الذي نجا من البرد ليقتله الدفء

“أبو خالد” من أهالي الرقة كشف بحديثه لـ “سناك” عن انتشار ظاهرة حبة اللاشمانيا مجدداً بين الأطفال، والأرقام ليست محددة وتقدر بالعشرات، يضيف: «الحبة تحتاج لجرعات دوائية منظمة تقول مديرية الصحة إنها لا تمتلكها، والحبة تنتقل بالعدوى وهذا أمر لا يمكن ضبطه أمام هذه الكثافة السكانية في المخيم».

وبينما يترقب “أبو خالد” وعائلته الفرج للرحيل عن المخيم والعودة إلى بيوتهم المهدمة في مدينة الرشيد، يقول بحسرة وقهر كانا باديين بكل وضوح على وجهه: «هدية رأس السنة الجديدة لأطفال مدينة الرشيد حبة اللاشمانيا».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى