“أحمد سليمان” اعتقل دون أن يأخذ أدويته.. مصادر مقربة من العائلة:لانعرف ماهي تهمته
سناك سوري-خاص
أقدم عناصر أمن في “اللاذقية” على اعتقال مُدرس الرياضيات “أحمد سليمان” من منزله مساء الخميس الفائت، من دون إبراز أي مذكرة توقيف أو توجيه تهم واضحة له.
مصادر مقربة من العائلة قالت لـ”سناك سوري” إن العناصر تعاملوا بكل “تهذيب” مع “سليمان” وقالوا له: «عمو بدنا ياك شغلة عشر دقايق»، وبعد ربع ساعة على اعتقاله عاد العناصر وأخذوا لابتوب “سليمان” ومن ذلك الوقت وهو محتجز لدى فرع الأمن.
المصادر أبدت استغرابها من اعتقال “سليمان” الشهير بكتابة منشورات عن الفساد عبر صفحته في فيسبوك، على يد عناصر فرع أمني، وأضافت: «لم يبرز عناصر فرع الأمن العسكري باللاذقية أي مذكرة توقيف ولم يوجهوا أي تهمة حتى الآن، وهذا مخالف لقرار وزير الداخلية بإخبار المتهم بتهمه».
الرجل الذي يبلغ من العمر 65 عاماً يعاني عدة أمراض منها الضغط ولم يأخذ معه أي نوع من أدويته وهو ما يقلق العائلة، التي أضافت أن “سليمان” مُدرس رياضيات شهير في المحافظة ولديه طلاب يعطيهم دروساً واستمرار اعتقاله سيؤثر عليهم أيضاً، كما سيؤثر على صحته.
“سناك سوري” رصد صفحة “سليمان” وكان آخر ما كتبه يوم الاعتقال، منشور اقترح فيه الاستغناء عن عدد من الوزارات ودمج بعضها، وتوفير الفائض من الأموال لدعم الليرة السورية التي تراجع سعر صرفها مؤخراً أمام الدولار بطريقة غير مسبوقة وصلت إلى 750 ليرة للدولار الواحد.
يقول “سليمان” في منشوره إن عدد السكان في أميركا 328 مليون، وفي اليابان 128 مليون، وفي ألمانيا 82 مليون، بينما لا يمتلكون سوى 14 وزارة وفي “سوريا” نمتلك 32 وزارة، يضيف: «حاشية كل وزير في سوريا تعادل كامل حاشية الوزراء الأربعة عشر هناك، مخصصات كل وزير في سوريا مع حاشيته وعائلته من السيارات الفارهة تعادل أضعاف مثيلاتها للوزارات الأربع عشرة هناك عداك عن الملايين التي تصرف على الولائم وعن المليارات التي تبرم بها عقود شبه وهمية ولكم في وزير التربية السابق أسوة حسنة».
يرى “سليمان” وفق منشوره أن «إلغاء وزارة واحدة وتحويل مخصصاتها لدعم الليرة السورية يكفي لوقف انهيارها أما إلغاء العديد من الوزارات فهو كفيل بإعادة سعر الصرف إلى ما كان عليه قبل الأزمة، تبا للفساد».
وقبل ذلك قال الستيني مُدرس الرياضيات في منشور آخر: «آخر إنجاز سوري: فريق – علمي – يدرس فقه الأزمة ويتباهى به وزير الأوقاف على الفضائية السورية».
وشهدت حادثة اعتقال “سليمان” تفاعلاً وتضامناً معه عبر الفيسبوك من قبل متابعيه وأصدقائه، فكتب “أمجد بدران”: «أرجو إطلاق سراح الرجل فهو وصل أواخر العمر عم يعطي دروس ساعتين تلاتة بالنهار ويتسلى بقناعاته على لابتوبه لباقي يومه، رجاء: اتركوه، عشرات من رجال الدين الفاسدين ومن المدراء الفاسدين يستحقون أن يحظوا باهتمامكم أكثر وقد عفونا عن:قتلة ومغتصبين وخاطفين..الخ فلنعف عن استاذ صنع اجيال وعبقري مجنون ولديه طبيعة صعبة ونزق كثير».
الناشط “رامي فيتالي” علق على منشور “بدران” قائلاً: «كيف نطلب العفو عن شخص لم يرتكب جرماً سوى أنه عبر عن قناعاته ورأيه في طريقة إدارة البلد الذي ينتمي له ويشعر بالمسؤولية تجاهه، من يعتقله على إبداء رأيه (أيا كان) هو المجرم وهو من يجب أن يطلب منا العفو».
أما الناشط “نبيل زمام” فقال: «هذا الرجل صاحب رأي يُردّ عليه بالرأي لا بالاعتقال، حتى لو اعتبرته الدولة مخطئاً بمعارضة سياساتها فهو معارض وطني ضد العنف وضد المس بكيان الدولة ومعروف بتدريسه لأبناء الشهداء في معهده مجاناً، هناك منظمات وأفراد بعضهم مازال في مفاصل دولتنا يشكلون خطراً عليها ونرجو من أجهزة الأمن متابعتهم وكشفهم وأصحاب الرأي من ذوي العلم والعقل ليسوا منهم، نرجو إطلاق سراح الأستاذ أحمد سليمان فمكانه ليس السجن والدستور السوري حريّة الرأي فيه مصانة».
يذكر أن فرع الأمن ذاته كان قد استدعى “سليمان” العام الفائت تلفونياً من دون اعتقال، وبالفعل زارهم وخرج بعد وقت قليل لم يتجاوز الساعة، وفق المصادر ذاتها.
اقرأ أيضاً: سوريا :اعتقال دكتور جامعي أثناء توجهه إلى عمله